نظمت مؤسسة عبد المحسن القطان ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، بالشراكة مع جمعية الثقافة العربية - حيفا، حفل إطلاق كتاب "11 حكايات من اللجوء الفلسطيني"، الذي أقيم بالتزامن في كل من بيروت ورام الله وحيفا وغزة، بحضور وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو.
ويضم الكتاب 11 قصة لكتاب فلسطينيين يعيشون في مخيمات اللجوء في لبنان، شاركوا في ورش للكتابة الإبداعية نظمتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بدعم من مشروع "صلات: روابط من خلال الفنون"، الذي تقوم عليه مؤسسة عبد المحسن القطان، بالشراكة مع صندوق الأمير كلاوس.
في مجموعة القصص، نقل لاجئون فلسطينيون في لبنان تراوحت أعمارهم بين 20 – 50 عاماً قصصهم الشخصية في حكاياتهم التي عبرت الزمان والمكان والأحداث، موثقة ومؤرخة لتجارب متعددة من حياة اللجوء بكل مضامينها السياسية والمعيشية والاجتماعية.
تدخل القصص عوالم الحياة اليومية متعددة المستويات، من علاقة الإنسان بالمكان والأشياء، إلى علاقات الناس اليومية، إلى الصور والمشاهد من حياة المخيم، ومن الطفولة حتى الكهولة، وتنقل تطورات وتغييرات اجتماعية وسياسية من وجهة نظر أفراد، وماذا كانت الأحداث تعني لشاب صغير أو طفل يعيش في المخيم، ذي قدرة محدودة أحياناً على رصد الأبعاد السياسية الكبيرة لما يحدث على مستوى القضية الفلسطينية.
في القصص المروية برزت حياة المخيم بالكثير من تفاصيلها؛ الجدران الملونة بالشعارات الوطنية، الأزقة والحواري الضيقة، أسقف الصفيح وصوت المطر فوقها، الشخصيات البارزة في حياة السكان، والتغييرات التي حدثت في حياة الناس في المخيمات تبعاً للأحداث.
وخلال مداخلته، قال وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو "نحن بحاجة لمثل هذه الكتب، لتغذية الرواية الفلسطينية وتوثيقها، لأن التوقف عن الكتابة يعني بتر الرواية الفلسطينية"، مضيفاً "لا يمكن للرواية أن تنتهي دون استرجاع الحق الفلسطيني".
وأوضحت بيرلا عيسى من مؤسسة الدراسات الفلسطينية وصاحبة فكرة الكتاب "إن هذا الكتاب أعاد اللاجئين إلى المركز في الرواية الفلسطينية من خلال نضالهم المستمر، وأعطاهم فرصة للتعبير عن مشاعرهم، وتوثيق قصصهم بلغتهم الخاصة".
من ناحيته، قال محمود أبو هشهش مدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان "هذا المشروع هو لإعادة كم الحياة الثقافية وغزل نسيج الثقافة في كل الأماكن بغض النظر عن العوائق، وهو تعزيز لصلات مباشرة ما بين بيروت وحيفا وغزة ورام الله والمدن والمؤسسات كافة".
وتحدث طه يونس أحد المشاركين في الكتاب عن تجربته التي خاضها أثناء الكتابة، والتي جمعت في طياتها مشاعر عديدة، قائلاً "المخيم هي مرحلة نضالية ومحطة لعودتنا لفلسطين. وهذا الكتاب هو لأجيال فلسطينية مختلفة عاشت في لبنان بمخيمات متعددة، إلا أن المخيم ظهر واحداً وفلسطين ظهرت جلية في جميع هذه الحكايات".
في حين، قال الكاتب الفلسطيني أنطوان شلحت "إن هذا المشروع غير مسبوق في تاريخ المكتبة الفلسطينية، ويجب أن يستمر لكي يحكي الرواية الفلسطينية بكل تفاصيلها. وعلى الرغم من اختلافنا في الماضي والواقع، إلا أننا جميعنا توافقنا في الالتقاء وفي مستقبل واحد هو فلسطين".