تشبيكات

الرئيسية تشبيكات

رام الله آب وأيلول 2021



رولا خوري

يجمع برنامج "تشبيكات" لمعارض الفنون البصرية في رام الله مؤسسات ثقافية عدة في المدينة، مقدماً منشوراً معلوماتياً حول الفعاليات المقامة في آب وأيلول، في إضاءة متواضعة على ثراء النشاط الثقافي خلال هذين الشهرين.  شمل برنامج السنة الماضية ستة معارض هي: "لكن هذه الأشكال يجب أن تخترع" في مركز خليل السكاكيني؛ "زلمة" في المستودع؛ "هايدرا بيس/رام الله" في بلدية رام الله؛ "الطبيعة والإلهام" في ساقية؛ "فلسطين من الأعلى" في مؤسسة عبد المحسن القطان؛ "بلد وحدّه البحر" في المتحف الفلسطيني.

 

عُرضت في رام الله خلال هذين الشهرين أعمال قرابة 70 فناناً محلياً ودولياً، في معارض دام بعضها لأسبوعين، وبعضها الآخر لسنة.  يهدف برنامج "تشبيكات" لإرساء عنوان جديد للتعاون بين المؤسسات.  فبشكل عام، تحوي رام الله مؤسسات فنية وثقافية عدة، إلى حدٍ يخلق أحياناً تقاطعاً في البرامج، دون أن يستمتع بها قدر كافٍ من الجمهور.

 

نجح برنامجان آخران سابقاً في تطوير ثيمات يمكن أن ترشد عمل المؤسسات في المدينة، وتساهم في التخطيط المشترك بين هذه المؤسسات.  كان الأول هو ورشات "نوّار نيسان" للأطفال، التي تعقد سنوياً في كل المؤسسات.  أما المحاولة الثانية، فكانت مهرجان قلنديا الدولي، الذي عرف بمواضيعه واسعة النطاق ومساهمته في تعزيز التشبيك بين المؤسسات داخل رام الله وخارجها.  لكن للأسف، كانت آخر دورة للمهرجان في العام 2018.

 

بصورة عامة، كان العام 2020 مدمراً لكل مؤسسات الفنون والثقافة نتيجة جائحة كوفيد-19.  فلفترة طويلة، لم تستطع المؤسسات الفنية والثقافية فتح معارضها أو استقبال الزوار.  لذا، فإن حيوية النشاط الثقافي في آب وأيلول مثلت تطوراً إيجابياً، استجاب لجمهور رام الله المتعطش، وأنعش المشهد في الوقت نفسه.  وقد تشكل لدى الزوار توقع بلقاء فنانين جدد والتعرض لخطابات دولية.

 

إن مراجعة برنامج "تشبيكات" تتيح لنا ملاحظة المواضيع المختارة للمعارض في فترة الشهرين، والتفكير بالعلاقة بين المؤسسات الثقافية والمواضيع التي تهمها.  فقرار المؤسسات بالتركيز على مواضيع دون غيرها، يعكس كيف نؤطر المعارك المستمرة في المجتمع ونعيد تأطيرها.  ومع أنني كنت آمل أن أجد منظورات جديدة بهذا الخصوص، فإن معظم ثيمات المعارض عادت إلى الأرض، كما يحدث عادة: الأرض كما نراها من الأعلى، ومن البحر، أو كمشهد طبيعي.  وقد قُدَّم هذا المشهد الطبيعي ضمن أطر اجتماعية سياسية وثقافية، نظراً لواقع استغلال الأرض وآليات التحكم بها.

 

في معرض "الطبيعة والإلهام" في ساقية للفنون والعلوم والزراعة، الذي أقيم في موقع تاريخي في قرية عين قينيا، عُرضت أعمال فنية عبر وسائط متعددة، من بينها الشعر والرسم والنحت.  وقد اختارت القيّمة سمر مرثا الأعمال التي صنعها فنانون معروفون وصاعدون.  تكمن الفكرة التي يستبطنها المعرض في مساءلة التقديم التقليدي للأعمال الفنية في المتاحف والجاليرهات.  فالمشهد الطبيعي، وهو الموضوع الفعلي للمعرض، يمثل تحدياً فريداً لهذا المنطلق: إذ كيف يمكن عرض أعمال فنية عن الطبيعة داخل مساحات مغلقة؟ جاءت النصوص المشمولة في المعرض كجزء من بحث أوسع لا يزال قيد التطوير في ساقية، جرى فيه استكشاف مختلف المعاني والتعريفات والصلات بـ"المشهد الطبيعي"، وبالتالي، النظر في فرادة هذه المنظورات.  وقد دُرست الوثائق البحثية عبر مجموعات قراءة، ونقاشات، ومعارض، ومداخلات، ... إلخ، على أمل أن يجعل ذلك هذه الوثائق التي لا تزال قيد التطوير متاحة بصورة أوسع للجمهور.

 

إضافة إلى ذلك، يساءل المعرض كيف نرى اللوحات في الجاليرهات تحت الأضواء الاصطناعية.  ففي مبنى ساقية القديم، عُرضت طبقات التاريخ إلى جانب اللوحات والمنحوتات، متّصلة بالطبيعة، مضاءةً بالشموع.  بدا المشهد الطبيعي وكأنه يندمج باللوحات عضوياً، لتكون النتيجة تجربة تأخذ الأنفاس، أتيحت للجمهور لمدة أسبوعين فقط.

 

شمل النص المرافق للمعرض اقتباساً للأنثروبولوجي البريطاني تيم إنغولد، يساعد في فهم منظور قيّمي المعرض: "إن تصوّر المشهد الطبيعي يعني، بالتالي، الإقدام على فعل الاستذكار، والاستذكار ليس مسألة استدعاء صورة داخلية محفوظة في الذهن، بقدر ما هو انخراطٌ إدراكيٌ في الطبيعة الحبلى بالماضي". بالاستناد إلى هذه الأفكار، كان التفاعل بين المكان والأعمال الفنية المعروضة بالفعل تجربة أشركت الطبيعة بالماضي، خالقةً نوعاً من الحنين النوستالجي إلى مكان يبعث الراحة.

                                       

معرض "الطبيعة والإلهام" في ساقية.  إلى اليسار: عمل فني لسليمان منصور.  إلى اليمين: أعمال فنية لتيسير بركات وتقي سباتين. (تصوير ساقية)

 

شمل المعرض التالي أعمالاً قيد الإنتاج لفنانين مشاركين في مشروع الإقامة الدولي "هيدرا بيس".  يهدف المشروع، الذي جمع فنانين من فلسطين وسلوفاكيا وسلوفينيا، إلى تحليل أحوال ومواضيع راهنة، كالتعايش، والمجتمعات، والاتصال، والتجربة المشتركة.  نظّمت بلدية رام الله المعرض، وجرى عقده في مواقع عدة، مثل بيت الزيبق، و50 شارع الشقرة، وبلدة رام الله القديمة.  وقيّما المعرض هما حسام أبو سالم، وبيترا هوسكوفا، بالتعاون مع سالي أبو بكر وساندي رشماوي.

 

قدم المعرض أعمال ثلاثة فنانين: سيجمي هادروفيتش، ونجيكا زمر، ومحمد الحواجري، الذين سعت أعمالهم إلى التغلب على الأمر الواقع الذي تفرضه الحدود المادية والمفاهيمية. كانت علاقة الفنانين الشخصية بالبحر موضوعاً وحّدهم أو فرّقهم، خلال حواراتهم أثناء برنامج الإقامة. أظهرت المشاهد الطبيعية المجتزأة، كما في عمل الحواجري حول بحر غزة، وعمل زمر المعنون "الأزرق البيني"، كيف يمكن أن تلتقي روايتان عن مكانين مختلفين، وتناولت سؤال ما إذا كان موضوع كالبحر قادراً حقاً على الوصل بين البشر.

 

يقدم معرض "لكن هذه الأشكال يجب أن تخترع: حول التنظيم الذاتي"، في مركز خليل السكاكيني، الذي جمعته القيمة أديل جرار، أعمال فنانين وتعاونيات محليين ودوليين.  قُسم المعرض الذي امتد عبر طابقيْ المركز إلى ستة فصول، مقدماً مجموعة متنوعة من هياكل التنظيم الذاتي، وملقياً الضوء على العناصر الأساسية -التي عادة ما تكون مخفية- للمبادرات المنظمة ذاتياً، كالتمويل والإنتاج والتواصل وديناميات القوة والاستدامة.  بعض هذه الأعمال كانت قيد التطوير، وبدت معلّقة في الزمن، لكنها، مع ذلك، عُرضت للجمهور في دعوة للنقاش المفتوح.

 

في إحدى غرف المعرض، التي حملت عنوان "ماذا عن الخراف؟"، عُرضت ثلاثة أعمال فنية لبنجي بوياجيان، وزياد نايت عدي، وملاك عبد الوهاب.  استكشفت هذه الأعمال، التي وحّدتها "الخراف" والنفحة الساخرة، مساعي التنظيم الذاتي، التي كان بعضها أنجح من غيره.  جاء الإلهام خلف عمل عبد الوهاب، المعنون بـ"قطيع من الخراف يقطع الشارع الإسفلتي للوصول إلى المراعي الخضراء على الطرف الآخر"، من فكرة أن "الخراف، رغم كونها مجتمعاً قطيعياً، تقاوم ما يمثل تهديداً لنجاتها الفردية".  تستخدم الفنانة هذا التلاعب بفكرة الفرد والجماعة للإشارة إلى "المجتمعات الزائفة، التي تبقى فيها القشور على حالها، فيما تغيب كل القيم الاجتماعية الأصيلة"، في نقد مباشر جداً، يتفاعل مع أحد الأسئلة التي يطرحها المعرض؛ عما إذا كنا قادرين حقاً على خلق مخيلة اجتماعية جديدة تولّد شكلاً منظماً ذاتياً ومكتفياً بذاته.

                                                             

تفصيل من "قطيع من الخراف يقطع الشارع الإسفلتي للوصول إلى المراعي الخضراء على الطرف الآخر"، ملاك عبد الوهاب، 2021، مركز خليل السكاكيني. (تصوير رولا خوري)

 

أبرز المعرض الرابع كذلك قضايا اجتماعية، لكن هذه المرة بمساءلة إمكانية التغلب على التربية المُجندرة.  في معرض "زلمة" الفردي، للفنان مهدي البراغيثي، الذي جمعه إلياس رزق وأقيم في المستودع، يتجلى البحث الفني الذي أجراه البراغيثي في أعمال فنية عدة ذات وسائط مختلفة.  تؤشر الأعمال إلى إعادة تعريف الرجولة ثقافياً عبر الزمن، وتستكشف الجسد والتداخل بين المؤنث والمذكر.

 

نظرة عامة لمعرض "زلمة"، في المستودع.  إلى اليسار: "مصانع 1-4" (2013)، لقطات فوتوغرافية من عرض أدائي، بحجم 42سم × 65سم لكل منها.  إلى اليمين: "تمويه" (2015)، تركيب من 27 وسادة، بحجم 25سم × 25سم لكل منها. (تصوير إلياس رزق)

 

يصوّر معرض "بلد وحدّه البحر: محطات من تاريخ الساحل الفلسطيني" في المتحف الفلسطيني (الذي كانت إيناس ياسين قيّمته وأحمد الأقرع قيّمه المساعد) تاريخ الساحل الفلسطيني عبر إخضاع تجارب الماضي للمراجعة والتأمل.  ينطلق المعرض من منتصف القرن الثامن عشر، ويتوقف عند العام 1948، متيحاً بذلك قراءة متجددة للنكبة عبر محطات تاريخية امتدت على طول مئتي عام من الزمن.  يتناول المعرض روايات تضيء على صعود عكا، وازدهارها الاقتصادي وتاريخها المعماري، ومكانة السياسة في تلك الفترة، وأهمية التجارة بين يافا، التي مثلت العاصمة حينها، والمدن الساحلية الأخرى.

 

يجمع المعرض أعمالاً فنية ومعروضات حصل المتحف عليها بعد رحلة بحث طويلة.  شمل العرض عناصر تفاعلية، كخريطة مضمّنة في ثلاثة فيديوهات، بعنوان "تمدّن المدن"، كعمل فني تركيبي من ثلاث قنوات مصورة تظهر فترة ظاهر العمر والمباني والمعالم التي شُيدت فيها.  جاء عرض تركيبي آخر بعنوان "شمّوطي" في مساحة دائرية، إذ شمل صوراً مجسّمة حول إنتاج وتصدير البرتقال.  وقد توزعت الأعمال الفنية على امتداد المعرض، فيما كانت أبرز الأعمال المعروضة مواد أرشيفية.

 

إلى اليسار: "تمدّن المدن"، عمل فني تركيبي من ثلاث قنوات، دقيقتان وعشر ثوان. 1.4م × 2.4م، 2021، المتحف الفلسطيني.

إلى اليمين: "شمّوطي"، تفصيل من عمل فني تركيبي متعدد الوسائط، جسم أسطواني جصي ذو صور وعدسات مجسِّمة ومكبرات صوت، 2م × 3م، 2021، المتحف الفلسطيني. (تصوير رولا خوري)

 

جاء معرض "فلسطين من الأعلى" الذي أقيم في مؤسسة عبد المحسن القطان (والذي شملت لجنة القيّمين عليه زينب شيليك، وسليم تماري، وزينب أزيربادجيان، ويزيد عناني) مشابهاً للمعارض السابقة من حيث البنية، إذ ركز على المواد الأرشيفية والتاريخية كما عرض كذلك أعمالاً فنية. وقد رافق المعرض نشرُ عددين خاصين من حوليات القدس (العددان 81 و82) بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية. كما نُظمت محاضرة لإيال وايزمان، بعنوان "حقيقة الأرض: ما وراء الكارتوجرافيا الجوية" كجزء من المشروع نفسه.  وقد قُدم البحث والدراسات في المعرض كقاعدة استندت إليها المواد الأرشيفية والتاريخية.

 

يشتبك معرض "فلسطين من الأعلى" مع مستوى آخر من الإدراك يتعلق بسؤال كيف يعمل المنظور الاستعماري على تشكيل الأيديولوجيا والسياسة والثقافة حتى يومنا هذا.  إذ تقول لجنة القيّمين في النص الأساسي للمعرض: "إن قداسة المشهد الطبيعي في فلسطين كانت لعنة على الذين يعيشون فيها، والذين لطالما نُظر إليهم بوصفهم آفة خدشت قدسية الأرض أو كجزء من الشرق الإكزوتيكي الذي وضع الاستعمار يده عليه".  عبر هذا المعرض، تسعى لجنة القيّمين إلى إثبات المظالم التي لا تحصى التي ارتكبت عبر التاريخ، وهو ما تظهره، على سبيل المثال، نقاشات موشيه ديان (القائد العسكري والسياسي الذي يُبرز المعرض سرقته مكتشفاتٍ أثريةً تعود للفلسطينيين) حول جدار الفصل.  يمتلئ المعرض بالفيديوهات والمواد الأرشيفية والأعمال الفنية، ويشمل أعمالاً تركيبية جميلة، لكن مزدحمة، ما خلق ارتباكاً بين الأعمال الفنية التي أنتجها فنانون معاصرون والمواد الأرشيفية المعاد إنتاجها بصورة برّاقة، لتضيع الأعمال الفنية وسط كل هذا البريق.

 

إلى اليسار: "باقة ورد في مزهرية"، بلا تاريخ. بإذن من المعهد البروتستانتي الألماني للآثار، القدس، مؤسسة عبد المحسن القطان.

إلى اليمين: "جدار القنص الإسرائيلي"، سيمون نورفولك، 2007، مؤسسة عبد المحسن القطان. المصدر: متحف بروكلين.

(تصوير رولا خوري)

 

تناول أكبر معرضين ضمن برنامج "تشبيكات" موضوع الأرض وتاريخها، باستخدام المواد الأرشيفية والبحث، كما لو كنا لا نزال نبحث عن وثائق ضائعة سُرقت أو أُحرقت.  بدا أن المعرضين ينبعان من حاجة لإثبات هوية ما أمام العالم، عبر إبراز ما نراه نحن بأعيننا ونحن نشهد على عملية محونا وتغيير المشهد الطبيعي الذي يخصنا، عبر التكاثر السريع للمباني الشاهقة، والبلدات، والمستوطنات، بين عشية وضحاها.  لكن هل يكمن دور المؤسسات الفنية في تلقين التاريخ بهذه الطريقة المباشرة والحصرية؟ هل كل المؤسسات الفلسطينية متاحف للتاريخ المنهوب؟ ماذا عن تناول مواضيع أخرى صعبة وفنانين جدد، بدلاً من تكرار التاريخ وحفظ الدروس دون تفكير نقدي؟ كانت النتيجة هي أنه في معظم المعارض الجماعية، تبخر دور الفنان، لتندمج أعماله الفنية في المشهد الطبيعي، ويجري امتصاص الفن كديكور دون حضور أو أهمية تذكر.

 

خلال زيارتي لرام الله، حظيت بفرصة الاستماع لراديو يبوس إف إم، التي تبث من القدس.  في إعلاناتها، أقحمت الإذاعة "درساً حول تاريخ فلسطين في توقيع الاتفاقيات" بين الأغاني العربية الراقصة.  يثير هذا الانقطاع مباشرة بعض الأسئلة، فبدلاً من الحديث مع فنانين ومفكرين مهمين وشخصيات ثقافية، فضلت الإذاعة تذكير الناس بألا ينسوا تاريخهم.

 

بعيداً عن الأعمال الفنية نفسها، تجدر، هنا، إثارة نقطة تتعلق بالأطر المفاهيمية التي تقدمها المعارض، وهي نقطة تثيرها محصلة كل المعارض معاً.

 

التاريخ، والنوستالجيا، والحدود: إنه تكرار واضح لقيم نعرفها كلنا جيداً، تشير إلى حنين وماض لا يشجع على تطور مستقبلي في المشهد الفني.  كان معرض ساقية، الذي تتشابك فيه الطبيعة مع العمارة، استثناءً يقدم منظوراً جديداً لسؤال: كيف يمكن أن ننظر إلى عمل فني؟ ومثله كان المعرض المقام في مركز خليل السكاكيني، الذي مثل بوضوح محاولة للدخول في نقاش دولي أوسع.

 

يترك لدينا برنامج "تشبيكات" بعض الأسئلة حول المشهد الفني في فلسطين: هل يجب أن تكون المعارض مرتبطة بعناوين محددة وراهنة، أم يجب أن تفرغ مضامين سياسية وتاريخية؟ لماذا تختار كبرى مؤسسات رام الله منهجيات التلقين التاريخي لتثقيف الناس حول الاحتلال، فيما تشتبك المؤسسات التي تحصّل تمويلها السنوي بصعوبة مع قضايا اجتماعية؟!