سعت مؤسسة عبد المحسن القطان إلى إنشاء البرنامج العام كخطوة أولى نحو تحقيق رؤيتها واستراتيجياتها لتمكين مجتمع ذي أفراد يتمتعون بالحرية والحس النقدي، إضافة إلى خلق ثقافة فلسطينية وعربية ديناميكية، من خلال روح تنموية تشاركية على المدى البعيد.
البرنامج العام هو برنامج متحول مبني على سلسة من الفعاليات والنشاطات التي تهدف الى مساءلة العمليات الاجتماعية والقيمية والاقتصادية المعقدة التي تشكل مشهدنا المعاصر. يقدم البرنامج نشاطاته الى أطياف متنوعة من الجمهور والجغرافيات، كل منها حسب خصوصيات السياق المعرفي والثقافة الخاصة بها. وترتئي برامج ونشاطات البرنامج العام الى تعزيز الفكر النقدي والبحث والابداع والمشاركة وبناء الشبكات وإنتاج معرفة تهدف الى خلق نماذج ثقافية ملهمة في التماسك الاجتماعي والتعددية والاستقلالية.
ويعد البرنامج العام مكملاً لبرامج المؤسسة الثلاثة وهي برنامج الثقافة والفنون، وبرنامج الطفولة، وبرنامج البحث والتطوير التربوي. ومن المتوقع أن يتبع البرنامج العام نهج تطوير متبادل للفعاليات العامة جنباً إلى جنب مع البرامج المذكورة، مع المحافظة على توازن ما بين التوجهات الثقافية والفكرية للبرنامج، واهتمامات المؤسسة، والتركيز على توفير معايير مميزة للفعاليات العامة.
ويتجه البرنامج العام إلى منطقة أبعد من الدلالات الكلاسيكية التي تعرف كلمة "عام". فكلمة "عام" تشغل نفسها بالعمليات الاجتماعية الاقتصادية المعقدة التي تشكل مكاناً في جغرافية محددة، وتختلف في تعريفها وفي إنتاجها للهويات البصرية والثقافية من فضاء إلى آخر. ولهذا، فان البرنامج العام يقدم فعاليات وبرامج متحولة تتفاعل بتغاير حسب اختلاف فئة الجمهور والمناطق الجغرافية التي تتميز عن بعضها البعض بثقافات وخصوصيات معينة. ويتحقق ذلك من خلال احتضان التفكير النقدي، والبحث، والإبداع، والتعاون، والتشبيك، والإنتاج المعرفي، مع التركيز على توفير نماذج ملهمة من التماسك المجتمعي العادل، والتعددية، والاستقلالية.
توجهات عامة
التوجهات العامة التالية تشكل أساساً للعمل والتخطيط للبرنامج العام خلال الفترة التي تغطيها الخطة الاستراتيجية لمؤسسة عبد المحسن القطان، والممتدة ما بين 2016 – 2018. وتتمحور هذه التوجهات حول نطاق عمل البرنامج، والعلاقة الفاعلة مع برامج المؤسسة الأخرى، كالتالي:
توجهات البرنامج
-
مفاهيم
-
يتم تبني تعريف كلمة "عام" كما جاء في مقدمة هذه الوثيقة، حيث تركز كلمة "عام" على العمليات الاجتماعية والاقتصادية المعقدة التي تشكل المكان ضمن نطاق جغرافيا محددة، وفي الوقت نفسه تختلف في تعريفها وفي إنتاجها للهويات الثقافية من مشهد إلى آخر.
-
اعتبار الفعاليات والأنشطة وكل ما ينتج عن البرنامج وسائلَ لبناء عمليات تراكمية من التنمية المعرفية والتواصل مع الجمهور على المدى الطويل، وليس كأهداف ذات نهايات محددة. واعتبار النشاطات العامة -التي تتكون، على سبيل المثال لا الحصر، من المعارض، ورحلات المشي، والجولات، والزيارات، وعروض الأفلام، والمسرح، والعروض الموسيقية والرقص، والمحاضرات، والجلسات الحوارية، والمطبوعات، وورش العمل- محطاتٍ ضمن تدخلات سنوية أكبر مخطط لها وتدخلات عامة موسمية، وليس كنشاطات منفصلة ومبعثرة.
-
فهم تعريف مصطلح "الجمهور" على أنه يمثل مجموعة من الفئات المختلفة؛ مثل المجموعات، والأطراف المعنية، والمستفيدين، والفاعلين، وأهمية التفريق بينها. ومن المتوقع أن ينتج عن ذلك تحويل المفاهيم والأفكار إلى نشاطات تخدم الفئات المختلفة من الجمهور والجغرافيات، مع وجود حساسية عالية لهوياتهم الثقافية، وحاجاتهم واختلافهم ومعارفهم.
-
النظر إلى الثقافة في إطار أوسع من سموها وقيمتها الجمالية، بما يشمل كونها واحدة من المنابر القليلة الباقية في المنطقة لإنتاج المعرفة النقدية التي تحفز على التغيير المجتمعي، والصمود، والخيال السياسي.
-
إنتاج معارف نشطة وقابلة للنقل -من خلال البرامج والفعاليات المخططة- من شأنها أن تمكن مجموعات أخرى من أن تكون محفزاً لإعادة الإنتاج وإعادة تدوير المعرفة النشطة.
-
دمج علاقة ديناميكية، قدر الإمكان، مع الفلسطينيين في الجغرافيات المختلفة (غزة، الضفة الغربية، القدس، فلسطين 1948، الشتات) داخل المبنى وفي البرامج السنوية والموسمية المخطط لها.
-
تواصل
- وصل نشاطات البرنامج العام، بقدر الإمكان، فيما يتعلق بالتخطيط والتصميم والتطوير في أماكن، وفضاءات مجتمعية، ومواقع خارج مبنى مؤسسة عبد المحسن القطان.
- أن يكون بناء علاقات ديناميكية والتكامل مع شبكات وفعاليات وشركاء من المنطقة والعالم، بقدر الإمكان، في قلب البناء والتخطيط للبرامج السنوية والموسمية للبرنامج العام.
- تعزيز الوعي والفهم لرسالة المؤسسة وقيمها، بما في ذلك روح المباني الخضراء، من خلال بناء وتصميم أنشطتها وفعالياتها الإبداعية.
- رعاية الشبكات القائمة وتطويرها، وبناء شراكات جديدة مع قيمين فنيين، وتعاونيات، ونشطاء، وفنانين، وباحثين، وغاليريات، ومتاحف، ومؤسسات، ومدارس، وجامعات على المستوى المحلي، وفي المنطقة، وفي العالم، للتأكد من بقاء البرنامج مبدعاً، ومؤثراً ومستجيباً للمعاصرة.
- توظيف توثيق البرامج والنشاطات المنفذة بأشكال إبداعية للوصول إلى الجماهير المحلية والإقليمية والعالمية.
-
إدارياً
- تبني نهج متحول يتطور باستمرار عند تخطيط البرامج والفعاليات وتنفيذها، ويخضع لعمليات مستمرة من دراسة وتقييم نتائج التعلم والأثر الاجتماعي الناتج عن تنفيذ الفعاليات والبرامج، وإعادة التقييم الاستراتيجي للمنهجية المستخدمة، والتصورات، والجمهور، والمنتجات والموارد في وقت لاحق، من أجل إعادة تشكيل توجه البرنامج العام فيما يتعلق بالفعاليات العامة.
- تحضير ميزانية البرنامج العام، بما في ذلك التكاليف والنفقات، ومتابعة الفعاليات عن قرب، بالتنسيق مع المدير المالي والموظفين ذوي العلاقة.
- الإشراف على محتوى مواد الإعلام والعلاقات العامة المتعلقة بالبرنامج، بالتنسيق مع مدير الاتصال والعلاقات العامة.
- تشجيع فرص التدريب والتطوع في فعاليات البرنامج المتنوعة.
- التقييم المنتظم والسنوي للبرنامج العام، وتحديد احتياجات تطويره.
- تشكيل سياسات داخلية متعلقة بصلاحيات البرنامج العام مثل سياسات الاقتناء، وسياسات الفعاليات الثقافية، وسياسات التمويل، والإقامات، والتعاون والشراكات، وسياسات إدارة المبنى، ... وغيرها.
- إعداد وتقديم التقارير السردية، وتقارير سير العمل، بما فيها التقارير نصف السنوية، والسنوية، والتقارير العامة للمؤسسة.
-
العلاقة مع برامج المؤسسة
- العمل جنباً إلى جنب مع برامج المؤسسة المختلفة لتطوير فعاليات عامة، تشكل نماذج إبداعية، متميزة وجذابة، شكلاً ومضموناً.
- المساهمة في تطوير النشاطات الثقافية والتوجهات المتعلقة في فعاليات مشتركة، مثل المهرجانات والبيناليات، وإدارة تنفيذ نشاطات المؤسسة العامة في هذه الفعاليات.
- توظيف الأرشيف والمواد التوثيقية لبرامج المؤسسة في أشكال إبداعية وذات علاقة للوصول إلى جمهور أوسع على المستوى المحلي، والإقليمي، والعالمي.
- توسيع انتشار إنجازات ومعارف وخبرات برامج المؤسسة المختلفة لقاعدة جماهيرية واسعة، من خلال الاستفادة من فرص التجوال، وتنفيذ المشاريع والمبادرات التعليمية، وتلك التي تهدف إلى التواصل مع الجمهور، للتأكد من وصول برامج وأنشطة المؤسسة إلى شريحة واسعة من الجمهور.
- المشاركة في تشكيل السياسات العامة للمؤسسة المتعلقة بسير عمل برامجها.
- المساهمة في خلق قاعدة بيانات موحدة فيما يتعلق بعناوين وأرقام الاتصال الخاصة بالشركاء وذوي العلاقة في برامج المؤسسة المختلفة.
- إعداد استراتيجية سنوية لتطوير التواصل مع الجمهور، للتأكد من جذب جمهور جديد والحفاظ على الجمهور الحالي، وإشراك ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بالتنسيق مع مدير العلاقات العامة والإعلام.
هيكلية التوظيف
من أجل ضمان سير العمل على أفضل حال، وتحقيق نتائج تنفذ بفاعلية وبتأثير أكبر، فقد تم تطوير هيكلية التوظيف التالية للبرنامج العام استناداً إلى الهيكل التنظيمي للمؤسسة. وقد تم تصميم الهيكلية وفق توجهات البرنامج ومسارات عمله، التي تم شرحها أعلاه، إضافة إلى العلاقة الداخلية التي تحكم البرنامج ضمن المؤسسة، وبالتناغم مع البرامج الأخرى. هيكلية التوظيف المقترحة، ملحقة مع وصف وظيفي عام:
مدير البرنامج العام (قيم عام)
تقع هذه الوظيفة تحت إشراف مباشر من المدير العام لمؤسسة عبد المحسن القطان. وتتمحور مهام القيم العام للمؤسسة حول وضع السياسات الفنية للمؤسسة وتوجهاتها السنوية، مع الحفاظ على المبادرات والبرامج الاستراتيجية التي تؤدي إلى المشاركة الفعالة من قطاعات جماهيرية مختلفة وتعزيزها. ومن مهامه تنظيم علاقات مثمرة وتعاونية مهنية في المشهد الثقافي المحلي والعالمي ومواصلة تطويرها.
قيم الفعاليات الخارجية
تقع هذه الوظيفة تحت إشراف مباشر من مدير البرنامج العام. ويكون قيم الفعاليات الخارجية مسؤولاً عن تصميم التيمة السنوية للبرامج والنشاطات الخارجية بناء على توجهات البرنامج العام، وبالتنسيق مع برامج المؤسسة. ويقوم القيم بإدارة وتقديم وتنسيق نشاطات وفعاليات فنية وثقافية تبعاً للتيمة السنوية، وفكرة البرامج الخارجية للبرنامج العام.
قيم فعاليات المبنى
تقع هذه الوظيفة تحت إشراف مباشر من مدير البرنامج العام. ويكون قيم فعاليات المبنى مسؤولاً عن تصميم التيمة السنوية للبرامج والنشاطات داخل مبنى المؤسسة، بناء على توجهات البرنامج العام، وبالتنسيق مع برامج المؤسسة. ويقوم القيّم بإدارة وتقديم وتنسيق نشاطات وفعاليات فنية وثقافية تبعاً للتيمة السنوية، وفكرة البرامج الداخلية للبرنامج العام.
منسق مشاريع
تقع هذه الوظيفة تحت إشراف مباشر من مدير البرنامج العام. توفر هذه الوظيفة الدعم الإداري والتنسيقي لمدير البرنامج العام، وقيم الفعاليات الخارجية، وقيم فعاليات المبنى، بالتنسيق مع إدارة المؤسسة والدائرة المالية ودوائر أخرى معنية. ويساعد في الإشراف على تنظيم عمليات البرنامج العام وإدارتها.
منسق الخدمة الممتدة
تقع هذه الوظيفة تحت إشراف مباشر من مدير البرنامج العام. يقوم الموظف بمهام تصميم وتنسيق وتنفيذ برنامج المشاركة المجتمعية لقطاعات جماهيرية مختلفة، بناءً على أهداف وغايات الفعاليات المختلفة للبرنامج العام. كما يتولى مهمة إنشاء شبكة من العلاقات داخل المجتمع المحلي، والمساعدة في تطوير فحوى البرامج والفعاليات المختلفة بما يتناسب مع قطاعات الجمهور.
متدربون
تقع هذه الوظيفة تحت إشراف مباشر من قيمَيّ الفعاليات الخارجية والداخلية. ويتمحور عمل المتدربين حول تنسيق فعاليات مختلفة مع المؤسسات الشريكة، إضافة إلى التواصل والاتصال مع مستفيدين. إحدى أهم مهام المتدربين هي البحث المساند لبرامج البرنامج العام وفعالياته من خلال العمل الأرشيفي والبحث الميداني والمكتبي.