بناء وجهات نظر مختلفة
1. الركّاب يتناقشون: هل يقتل القطار المكان أم يُحييه؟
- تذكّر الميسّرة الأطفال أنّ على فريق الباحثين استقصاءَ ما واجهه ومرّ به ركّاب القطار في رحلتهم تلك.
- تطلب الميسّرة من الأطفال، مراجعة الحالات والقصص التي صاغوها للمسافرين، وتحديد العربة التي استقلّها ذلك المسافر/ة.
- قد يحتاج السياق من الطلبة صياغة حالاتٍ جديدة، ربّما استقلّت القطار لاحقاً في محطّة ما، بحيث تتوزّع الحالات على العربات.
- تطلب الميسّرة قراء النصّ[1] التالي للشاعر محمود درويش:
"كان القطارُ سفينةً بريَّةً ترسو... وتحملنا إلى مُدُن الخيال الواقعيّةِ، كلّما احتجنا إلى اللعب البريء مع المصائر.
للنوافذ في القطار مَكَانةُ السحريِّ في العاديِّ:يركضُ كلّ شيء. تركضُ الأشجارُ والأفكارُ والأمواجُ والأبراجُ تركض خلفنا. وروائحُ الليمون تركض. والهواءُ وسائر الأشياء تركضُ، والحنين إلى بعيد غامضٍ، والقلب يركضُ. كُلُّ شيء كان مختلفاً ومؤتلفاً" |
- تناقش الميسّرة النصّ مع الطلبة، وتشجّعهم على مشاركة انطباعاتهم وأفكارهم حوله. وتتناول موضوع الزمان والمكان وعلاقتهما بالقطار.
- تضيف الميسّرة:
سنتفق أنّ هذا النصّ قد أرسل إلينا من ضمن الأرشيف، و يُعتقد أن مؤلّفه أحد ركّاب القطار، وقد سرده على الركّاب خلال السفر بينما كانوا يتجادلون ويتناقشون حول ما فعله القطار وسكك الحديد بالأماكن في بلداتهم، وكيف غيّر القطار الطبيعة من حولهم وغيّر حيّاتهم ، وكيف يختلف في ذلك، الطالب الجامعي، عن التاجر، عن المرأة المغادرة لبعثة خارج بلدها، عن القرويّة التي ترافق ابنها المريض، عن الشاعر والكاتب والسياسي ......الخ فهناك من يرى أن القطار يقتل الوقت ويحيي المكان، وهناك من يرى أنه لا يقتل الوقت فحسب، بل يقتل الأماكن أيضا، وهناك من يرى أنه قد أحياها و أحيا الوقت معها...وبالنهاية صار الركّاب فريقين، أحدهما يؤيّد وجود القطارات والآخر يرفضها.
- تسأل الميسّرة:
- ترى ماذا رأى المسافرون عبر نافذة القطار؟ وبم كان يفكّرون؟
- تتّفق الميسّرة مع الأطفال على أن كلاّ منهم سيعود للحالة التي اختارها من الركّاب، بحيث يفكّر في هذا الراكب، وكيف يمكن أن يحمل هذا الشخص منظورا خاصا به للأشياء، ووجهة نظر حول ما فعله القطار والسكّة الحديديّة بالمكان، وعلى أنّهم سيعودون لقصّتهم المتخيّلة عن ركّاب القطار، وللّحظات التي سبقت حدوث العاصفة، حيث كانوا يتحادثون ويعرضون وجهات نظرهم تلك حتى انقسموا لفريق مؤيّد وآخر معارض لسكك الحديد، ولكن قبل ذلك عليهم:
- الاطلاع على المصادر أدناه والعمل على توظيفها، والبحث في مصادر غيرها إن تطلّب الأمر.
- مناقشة الأهل في الموضوع والمصادر البحثيّة.
- تدوين وجهات نظرٍ ورؤى انطلاقاً من منظورات ركّاب القطار وليس بالضّرورة منظورهم هم.
- تركيز وجهات النظر بحيث يعمل الفريق الذي سيكون في موقف المؤيّد على جمع وصياغة ما يدعم هذا المنظور من دلائل وإثباتات قد تكون وثائق أو صور أو إحصاءات ...الخ، ويعمل الفريق الرافض أيضا على ما يدعم منظوره.
- يلتقي الطلبة بعد مرحلة البحث، بحيث يكونوا في أدوار هؤلاء الركّاب الذين يتناقشون في إحدى العربات حول المنظورين.
- تزوّدهم الميسّرة بالمصادر التالية:
1. مادة عن أثر القطار على مدينة حيفا/قطار (حيفا ـــ سمخ ـــ درعا ـــ دمشق):
2. النصوص التالية[2] لشعراء ألمان لهم وجهات نظرٍ مختلفة في القطار، وألمانيا من أوائل من صنعت القطارات وباعتها للعثمانيين.
"سيكسر القطار شوكة الطغيان، وستصبح الحروب من المستحيلات... كما أنّه سيكون «محرِّكًا للتطورات الاجتماعية والسياسية" لودفيك بورنه-كاتب سياسي ألماني (1786-1837) |
"قطارات وسفن بخاريّة، ووسائل اتصال أخرى، يهدف جميعها إلى تسهيل التبادل، هذا هو الشغل الشاغل للمثقفين راهنًا. كلّ واحد منهم يبالغ ويغالي، وفي النهاية يظل أسيرًا للرداءة" الشاعر الألماني يوهان غوته (1749- 1832) |
في وسط الغابة الصغيرة الخضراء...مسرعة ومندفعة.... تفترس القطارات ما حولها.... ضيف بشع يحلّ عليك.... الأشجار يمينًا وشمالًا...أمام اندفاعها إلى الأمام...حتى جمالك الرائع.... لا يمكن أن تحميه من حدّتها. الشاعر الألماني نيكولاس لينار |
3. سكّة حديد غزّة.. حلمٌ عثماني
4. سكّة الحديد العثمانية. تواصل عربي عبر فلسطين
2. حلقة تأمّل
بعد أن يقوم الطلبة، عبر المجموعتين، بلعب أدوار ركّاب القطار بناء على ما بنوه سابقا من وجهات نظر، تناقش الميسّرة الأطفال فيما تناوله الركّاب عبر مناقشاتهم، وفي وجهات نظر الطلبة الشخصية وما ناقشوه مع أهاليهم، كما تعود للتعمّق في النصوص السابقة وما تمّ البحث فيه إن كان هناك حاجة لذلك.
<<<<<< المحطة السابقة المحطة التالية >>>>>>