توضح الميسرة للطفل بأن لدينا الآن مخططاً قديماً للمدينة، وتصوراً عن السكان والمهن التي كانوا يعملون بها، وبما أنها الآن خالية ومهجورة، فمن الواضح أن هناك سبباً ما جعل سكانها يهجرونها ويتركون بيوتهم. وتضيف: إنني أفكر في الأسباب التي تدفع سكان مكان ما في العالم إلى ترك بيوتهم، هل تحب أن نبحث عن الأسباب التي تدفع البشر إلى هجر أماكنهم والتخلي عن منازلهم والرحيل إلى أمكان أخرى؟ ... تشجع الميسرة الطفل على طرح السؤال على والديه ومناقشته معهم، والبحث عن إجابات مختلفة.
تشجع الميسرة الطفل على مشاهدة الفيديو التالي الذي يظهر ثماني مدن في العالم تركها سكانها لأسباب مختلفة، وأصبحت خالية تماماً (ملحق رقم (5): فيديو مدن مهجورة).
ملحق رقم (5): مدن مهجورة
تتابع الميسرة بأن سكان المدينة قرروا أو أجبروا على ترك مدينتهم وبيوتهم، فبدأوا في حزم أمتعتهم. تطلب منهم أن يتخيلوا سكان المدينة في اللحظة الأخيرة وقد حزموا أغراضهم، ويلقون النظرة الأخيرة على ما كان بيتهم وحديقتهم ومدينتهم.
تقوم الميسرة بتجسيد ذلك فتقول: "نتحرك في المكان ونتخيل أنفسنا كما لو كنا سكان المدينة". تمشي الميسرة في المكان تنظر حولها وتطلب من الطفل أن يفعل ذلك، وأثناء الحركة تقول بصوتها: أفكر في أخذ غرض ما يكون تذكاراً، شيء ما يذكرني بالمكان، بحياتي هنا، وتلعب دور شخص من المدينة يفضل أن لا يكون يشبهها كي تساعد الطفل على تخيل شخص غير شخصيته؛ فمثلاً تقول: لقد عشت هنا وعملت في صيد السمك، لذلك سآخذ معي قطعة من شبكة الصيد وبعض الصدف ... وتجلس على الأرض وتلتقط ورقة وقلماً وتبدأ برسم شبكة وصدف ... وتساعد الطفل على تخيل شخص ما، واختيار غرض مرتبط بحياته سيحمله معه كغرض للذكرى.
بعد أن يقوم كلاهما برسم غرضه المرتبط بحياته، تقول: أنا كبحار وصائد أسماك سوف أقول جملة للبحر، وأكتبها على رمال الشاطئ، وتساعد الطفل على التوجه إلى مكان ما، وكتابة الجملة الأخيرة في وداع المكان.
عندما يجهز الطفل ويحدد الشيء الذي سيقول له الجملة، وتساعده في بناء الجملة الخاصة به، تقف وتترك الرسمة على الأرض، لكنها تمثل أنها تحمل الشبكة وتضعها على كتفها وتحمل الصدف في يديها الاثنتين معاً، وتقف صامتة حتى يعمل مثلها ... تتوجه بعينها جهة البحر وتقول الجملة بطريقة وداعية: أيها البحر، لقد كنت مكان عملي ومصدر طعامي، أتركك اليوم وأنت مكان ذكرياتي، فكن حارسا لذكرياتي، وسأعمل كي أعود إليك ستكون كل حلمي ... انتظرني سأعود.
بعد أن يقول الطفل جملته للمكان الذي اختاره، تمشي الميسرة ويمشي الطفل خلفها كما لو كانا يذهبان خلف الستارة على مسرح. تمثل أنها تنزل الشبكة على الأرض بطريقة فيها احترام، وتضعها في صندوق متخيل، وتضع فوقها الصدف وتنظر إلى الطفل ليعمل مثلها.
المصدر:
المصدر: https://balkaneu.com/the-kosovar-youth-is-leaving-the-country/
تعود إلى الوراء، وتخرج من المسرح وتقول: كان مشهداً مسرحياً عظيماً، تعال احكِ لي كيف مثَّلت دورك؟ وكيف رأيتني وأنا ألعب دور البحار (وهذا مهم لخلق مسافة بين الطفل والدور) وبعد أن يحكيا عن الدور بوصفه آخرين غيرهم (أي إن من كان في الدور هم أهل المدينة) تتساءل حول ماذا كانوا يفكرون في تلك اللحظة، بماذا كان يفكر البحار في تلك اللحظة، وتعطي الطفل الفرصة ليحكي عن مشاعر البحار، وتعطي نفسها لتحكي عن مشاعر الدور الذي لعبه الطفل بشكل تبادلي، وتستخدم أسلوباً تساؤلياً وغير يقيني باستخدام (قد يكون ... أو قد يكون) (أتخيل أنه قد يكون يشعر بالقلق، أو أنه قد يكون تعلم من البحر حب المغامرة، وبالتالي قد يكون متحمساً لمواجهة الحياة من جديد، أو قد يكون حزيناً لأجل ذكرياته وأصدقائه... هذا مثال فقط ....).