تتكوّن المعروضة من ثلاث صفائح تتنوّع بالخامة والسمك عليها مواد مختلفة. عندما تتعرض الصفائح لاهتزازات الأمواج الصوتية، تظهر تشكلات مختلفة للمواد الموجودة عليها باختلاف تردد الموجات الصوتية الخارجة من السماعة. ويعود سبب اختلاف الأشكال الظاهرة إلى طبيعية المواد وإختلاف خامة الصفائح وسمكها.
تم استلهام هذه المعروضة من دراسات السيماتكس (Cymatics)، وهو مصطلح علمي أطلقه العالم هانز جيني على دراسة تهدف إلى تصور الأصوات، حيث يمكن جعل الأمواج الصوتية مرئية من خلال تعريض بعض المحاليل أو المساحيق (كالماء والرمل ومحلول النشا وغيرها) المتناثرة على سطوح معدنية أو بلاستيكية أو حتى أغشية مطاطية لتعيد ترتيب مواقعها فتشكل أشكالاً دورية متناسقة تتغير مع تغير الترددات التي تتعرض لها.
كان ليوناردو دافنشي أول من لاحظ هذه الظاهرة عندما شاهد تغير ترتيب حبيبات ترابية على سطح طاولة خشبية مهتزة. كما لاحظ جاليليو جاليلي أنه عند كشط طبق من النحاس بمنقاش، يتكون صف طويل من الخطوط المرتبة المتوازية ومتساوية البعد عن بعضها البعض، نتيجة لتراقص برادات النحاس فوق الطبق.
إن أشهر من قام بعمل تجارب على هذه الظاهرة كان العالم إيرنست كلادني، حيث قام بإعادة تجارب العالم روبرت هوك الذي قام باستخدام قوس آلة الكمان ليكون مصدر إنتاج الترددات على صفيحة معدنية تعتليها حفنة من الرمل، لتنتج عن ذلك مجموعة من الأشكال المعقدة التي سميت بأشكال كلادني، وأكمل على عمله العالم هانز جيني الذي ألف مجلدين كاملين بعنوان "السيماتيكس"، لخص فيهما خلاصة تجاربه واختباراته التي تميزت بتنوعها واتساع نطاقها وتغطيتها لعدد كبير من المواد ذات الطبيعة المختلفة عن بعضها البعض.
في هذه المعروضة، يتحكّم الزائر بعاملين من خلال تحريك مقبضين؛ الأول خاص بتردّد الموجة الصوتية، والآخر للتحكّم بشدّة الصوت وقوّته. سيدخل الزائر عقب التفاعل مرحلة استكشاف لتفسير تأثّر المواد المختلفة (نشا، رمل، وماء) مع تردّدات الموجة الصوتية وشدّتها. سيلاحظ الزائر في هذه المعروضة الفرق بين تأثر المادة الواحدة مع اختلاف شدة الصوت وتردّد الموجة، كما سيلاحظ اختلاف تفاعل المواد المختلفة مع التردّد نفسه.
سؤال للتفكير:
ما السبب وراء اختلاف مكان تجمع المادة على كل صفيحة؟