تعمل المعروضة وفقاً لمخطوطة الزورق الموسيقي للجزري، الذي يعتمد، في عمله، على مبدأ تحويلات الطاقة الميكانيكي، إذ تتحول طاقة الماء الهيدروليكية إلى طاقة حركية ينتج عنها موسيقى إيقاعية.
ولتفصيل التجربة أكثر، عليك المرور بمراحلها، فبعد امتلاء الوعاء، بدأت المياه بالتدفق إلى الطاحون، ما أدى إلى دورانه مع استمرار انسياب الماء، وتلقائياً سيدور محور الطاحون، وسينقل الطاقة الحركية إلى المسننات المثبتة عليه أسفل العصي الخشبية التي ستندفع إلى الأمام والخلف وتقرع الطبل.
الجزري
بديع أبو العزّ بن إسماعيل بن الرزاز الجزري (1136-1206م)، مهندس ميكانيكي ومخترع عاش في ديار بكر. لقب بالجزري لأنه كان من أبناء الجزيرة الواقعة بين دجلة وفرات. للجزري مكانة في البلاط الحاكم في بلاد ديار بكر، وعاشر عدداً من السلاطين، حتى إنّ أحدهم طلب منه أن يقوم بتأليف كتاب، وهو كتابه "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل".
كتاب الجزري هو مجموعة من المخطوطات والكتابات لآلات ميكانيكية، يجمع بين النظري والعملي في آن واحد. إضافة إلى الهندسة، يعتبر الجزري مخترعاً، فهو يصف لنا ما اخترعه وما ابتكره بنفسه، كما إن لديه مهارات في التأليف الهندسي، وفي فن الرسم الصناعي، وفي التعبير عن نفسه ووصفه أدق الآلات وأكثرها تعقيداً بكل سهولة ويسر. الجزري يؤكد على أهمية التجربة والمشاهدة، ولا يؤمن بعلم لا تدعمه التجربة العلمية.
ألّف الجزري كتاب "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل". وإذا استعرضنا كتاب الجزري هذا، فإننا نجد أن أهم أقسامه وأكبرها يبحث في الساعات. وهنالك قسم خاص بآلات رفع الماء التي منها زورق الجزري، وقسم آخر خاص بوصف أشياء متعددة مفيدة كالأبواب والأقفال.