برنامج الثقافة والفنون

مقدمة



أنجز البرنامج جزءاً أساسياً من خطته السنوية خلال فترة التقرير (1 نيسان - 31 كانون الأول 2017) التي وضعها لتحقيق النتائج المستهدفة.  وشهدت فترة التقرير بدء تنفيذ مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة"، والمضي قدماً بمشروع "الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية" عبر تقديم منح للعمل في مناطق جديدة.  كما واصل البرنامج تقديم منح جديدة من خلال مشروع "صلات: روابط من خلال الفنون"، إضافة إلى تقديم الدعم لفعاليات وإنتاجات ثقافية وفنية متنوعة، وواصل البرنامج تنظيم تدخلاته وتقديم منحه وجوائزه في مجالات عمله المختلفة.

نضع هنا بين أيديكم ملخصاً لما أنجزه البرنامج خلال فترة التقرير

 

تعزيز دور الفن ومؤسساته

 

بدأ خلال فترة التقرير العمل في تنفيذ مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة"، بتمويل من القنصلية السويدية العامة، ممثلةً بالوكالة السويدية للتنمية الدولية (سيدا)، بما يمثله من تجربة جديدة على مستويات عدّة. وقد تم تطوير فكرة المشروع بشكل تشاركي مع عدد كبير من مؤسسات الفنون البصرية، والفنانين في فلسطين، ليلبي احتياج هذا القطاع للدعم، عبر تقديم منح تغطي النفقات التشغيلية والبرامجية تضمن استمرارية واستدامة عمل المؤسسات، وتحسين بناها التحتية والإدارية، ما يساهم في رفد المشهد الفني بإنتاجات فنية نوعية، ودمج الجمهور بشكل أوسع في المجال الفني.

 

وتنوعت مقترحات المشاريع المقدّمة في بنيتها، فمنها ما استهدف، بشكل أساسي، الفنانينَ الشباب، وتعزيز فرص التعلم والإنتاج لديهم، ومنها ما استهدف تصميم وتطوير برامج تعليمية وتدريبية، وأخرى نزعت إلى تطوير بيئة العمل، أو خلق تجارب جديدة، في حين اهتمت بعض المؤسسات المتقدمة بالأرشيف، وغير ذلك من محاور.  وحاولت كل هذه المشاريع الاستفادة من هذه المنح لتعزيز قدراتها المؤسساتية الإدارية والمالية والفنية، ما يزيد من فرص استدامتها.  وقد تم حتى فترة إعداد هذا التقرير إقرار خمس منح بقيمة تقارب ثمانية ملايين كرونا سويدية؛ ما يعادل 912 ألف دولار.

 

وشهدت فترة التقرير بدء تنفيذ الدورة الثانية من مشروع "الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية"، بتمويل مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية (SDC) الذي ينفذه برنامج الثقافة والفنون، إلى جانب برنامج البحث والتطوير التربوي، ويستمر لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد. ويهدف المشروع إلى تمكين المجتمعات المحلية من المشاركة بشكل أكبر في تحديد مشكلاتها، والسعي إلى حلها من خلال تدخلات فنية وثقافية، تلفت النظر إلى تلك المشكلات، وتخلق حولها حواراً مجتمعياً.

 

وقد قام البرنامج، في إطار هذا المشروع، بتقديم ثلاث منح جديدة لتنفيذ ثلاثة مشاريع مختلفة، تم اختيارها من بين 50 مشروعاً، تقدمت لهذه المنحة، بعد أن انخرط البرنامج في عملية طويلة مع المستفيدين في سبيل تطوير مشاريعهم التي انطلقت فعالياتها كل في موقعه؛ في منطقة الخليل من قبل مسرح نعم (الخليل)، وفي منطقة عناتا من قبل الخيمة الفضية البدوية (القدس)، وفي منطقة غزة من قبل جمعية حكاوي للثقافة والفنون (غزة).

 

كما تم، خلال فترة التقرير، تقديم ثماني منح جديدة في إطار مشروع "صلات: روابط من خلال الفنون"، والقيام بزيارة استكشاف آفاق لتصميم وتنفيذ برنامج لبناء القدرات في مجال الفنون الأدائية في أوساط الشباب الفلسطيني بشكل خاص، على غرار تجربة المدرسة الصيفية للفنون الأدائية.

 

دعم مشاريع جديدة

 

في ظل تأسيس البرنامج العام كأحد البرامج الأساسية في المؤسسة، أخذ برنامج الثقافة والفنون يركز عمله إلى جانب تقديم المنح، على مشاريع تدخلات لبناء القدرات، وعلى توسيع قاعدة الشراكات، ومواصلته تنظيم وتطوير برامجه الأساسية، واستقطاب مشاريع منح جديدة.

 

وواصل البرنامج دعمه لعدد من المهرجانات الفنية المهمة، التي تتمتع بجودة فنية جيدة، وبجماهيرية واسعة، وتتوزع فعالياتها على مناطق مختلفة في فلسطين، حيث دعم 10 مهرجانات دولية ومحلية في مجالات فنية مختلفة، ما بين الرقص المعاصر، والموسيقى، والمسرح، والسينما، والفولكلور، امتدت فعالياتها على كثير من المدن والبلدات الفلسطينية، واستطاعت أن تصل عشرات الآلاف من المهتمين من فئات اجتماعية وعمرية متنوعة. ومن خلال منحه الفصلية، أيضاً، دعم البرنامج 16 فعالية ومشروعاً فنياً مختلفاً في مجال الأدب والفنون البصرية، والفنون الأدائية، والتدريب، في مناطق مختلفة، كما دعم ست مشاركات لأفراد أو فرق فلسطينية مختلفة في فعاليات ثقافية وفنية دولية، ما يساهم، أيضاً، في بناء جمهور أوسع للثقافة الفلسطينية في الخارج. وقد بلغ عدد جمهور الفعاليات التي تم تنظيمها محلياً بدعم من البرنامج، وعددها تجاوز 325 فعالية، أكثر من 100 ألف شخص في مناطق نابلس، ورام الله، والقدس، وبيت لحم، وبيت ساحور، وأريحا، وقطاع غزة، وحيفا، وكفر رمان، وخربة زكريا، وبيت إكسا، والبعنة، والفرديس، ومسعدة، ومخيم عايدة، ومخيم الدهيشة، وطيرة المثلث، وفي خارج فلسطين في باريس، ومانشستر، وليدز، وإدنبرة، ولندن، وبرمنجهام، وأثينا، وكاسل، وأستونيا، وأنقرة، وبورصة، وبيروت، وأوسلو.

 

إلى جانب ذلك، واصل البرنامج عمله في تقديم الدعم للمشهد الثقافي والفني في فلسطين، وتعزيز الحضور الثقافي الفلسطيني في الخارج، وتمكين المزيد من الفنانين من تطوير معارفهم ومهاراتهم سواء عبر الدراسة، أو التدريب، أو الالتحاق بإقامات فنية، أو عبر الانخراط في إنتاجات فنية جديدة، وذلك من خلال ما يقدمه من منح متنوعة، أو ما ينظمه من تدخلات وفعاليات مختلفة.

 

دعم البرنامج، خلال فترة التقرير، 16 مشروعاً فنياً جديداً في الفنون الأدائية والبصرية والمرئي والمسموع، تم اختيارها من بين عشرات المشاريع الأخرى، من قبل لجان تحكيم متخصصة، وبناءً على معايير تقوم على الجودة والمهنية، وذلك في إطار منحة القطان للفنون الأدائية، ومشروع "صلات: روابط من خلال الفنون" بشراكة صندوق الأمير كلاوس.  في حين واصل البرنامج متابعة مشاريع كانت قيد التنفيذ من دورات سابقة لمنحة القطان للفنون الأدائية و"صلات"، وعمل على استكمال الكثير منها، وقد أتاحت كل هذه المشاريع الفرصة لعشرات الفنانين لأن ينخرطوا في مشاريع ثقافية وفنية جديدة، وأن يتقاضى جزء كبير منهم أجراً مقابل عمله في هذه المشاريع.

 

جوائز ومنح وبناء قدرات

 

نظم البرنامج دورة جديدة من مسابقة الكاتب الشاب، ونظم حفلات إطلاق لمنشورات الدورة الماضية من المسابقة.  أما فيما يتعلق برام الله دوك، فقد نظم البرنامج مع شركائه، معهد غوته، والقنصلية الفرنسية، وفيلم لاب فلسطين، نسخة جديدة من هذه الفعالية المهمة، وقد قدم خلالها مجموعة من المخرجات والمخرجين الفلسطينيين مشاريع أفلامهم أمام عدد من المنتجين والمحررين المفوضين الذين أتوا من بلدان مختلفة حول العالم، والذين أبدى عدد منهم اهتماماً واضحاً ببعض المشاريع المقدمة.

 

إلى جانب ذلك، قدم البرنامج 16 منحة دراسية جديدة لطلاب في مجال الموسيقى، وفنون أدائية، وإدارة ثقافية، منها ستٌ في مجال الموسيقى، وأربع منح أخرى لطلاب مسرح ورقص لمواصلة دراستهم في معاهد وجامعات مختلفة حول العالم، وست منح في مجال الإدارة الثقافية.  في حين أنهى ثمانية طلاب هذا العام دراستهم في برامج البكالوريوس والماجستير بدعم من البرنامج، وقد التحق أكثرهم بالعمل في مجالات اختصاصهم، و/أو في إنجاز مشاريع فنية جديدة لهم، أو المشاركة في مشاريع فنية مختلفة.

 

وفي هذا الإطار، عمل البرنامج مع شركائه على تنظيم ورشة عمل متخصصة في تطوير التريلر، وأخرى في تقنيات البتشينغ.  إلى جانب ذلك، واصل البرنامج تقديم فرص متنوعة للإقامات الفنية، بالتعاون مع شركائه المختلفين لفنانين بصريين وأدائيين مختلفين.  وقد بلغ مجموع الفنانين المنخرطين في المشاريع الجديدة، التي لا تزال قيد المتابعة والتنفيذ 217 فناناً، ما بين فنانين شباب ومكرسين، من بينهم 66 فنانة.