برنامج البحث والتطوير التربوي
- مقدمة
- استوديو العلوم
- مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة
- الدراما في سياق تعلمي
- التكون المهني للطفولة المبكرة
- الكتابة المسرحية وإحياء الدمى
- الثقافة السينمائية في المدارس
- منتديات المعلمين
- النشر
برنامج البحث والتطوير التربويّ في حوارٍ دائم حول إمكاناته وآثار عمله من ناحية، وكيفيّة توظيف الممكنات المتوفّرة لديه كبرنامج وكمؤسّسة من ناحية أخرى؛ من أجل الانطلاق إلى مستوى جديد من العمل، ولتحقيق أقصى فاعليّة ممكنة. وبناءً على تجربةٍ عمرها يقارب العشرين عاماً، أصبحنا متيقّنين من أنّ العمل مع المعلّمين هو الأكثر جدوى؛ فوجود معلّم جيّد في ظلّ ظروف صعبة وممكنات ومناهج محدودة، سيكون أفضل بكثير من توافر مقوّماتٍ مثاليّة دون معلّمات ومعلّمين أكفاء.
إنّ برنامج البحث والتطوير التربويّ يستعدّ لخوضِ مرحلة جديدة في عمله، بانتقال مؤسّسة عبد المحسن القطّان -خلال العام 2018- إلى مبنى جديد بفضاءاتٍ وإمكانات أوسع، منها مكتبة نوعيّة، وصفّ تجريبيّ تفاعليّ، إذ يبحثُ البرنامج سبلَ تصميم برامج تربويّة للمعلّمين والطلبة، يستثمر فيها المبنى بكلّ مكوّناته كفضاءٍ تعلّميّ ابتكاريّ..
العام 2017 كان تتويجاً لعمل البرنامج خلال الأعوام الخمسة الماضية، ضمن استراتيجيّة عامّة تتمحور غاياتها الرئيسة حول تزويد المعلّمين بمنهجيّات ومصادر نوعيّة لتطوير ممارساتهم التعلّميّة، ودفعهم لتوظيف الاستقصاء والبحث والتأمّل، إضافةً إلى تمكين الأطفال من الاستكشاف والتعبير في فضاءاتٍ تعلّميّة تفاعليّة، وإتاحة الفرص لفئاتٍ مختلفة من المجتمع للانخراط في مشروعاتٍ فنيّة تساهم في بلورةِ حراكٍ مجتمعيّ.
يعرض التقرير التالي باقتضاب سرداً عاماً لمجمل نشاطات البرنامج خلال الفترة من 1 نيسان - 31 كانون اول 2017
يُدرك البرنامج أهميّة العمل مع جمهورٍ أوسع، وبخاصّة جمهور الأطفال والشباب في مجتمع فتيّ يمكن للفنون والعلوم أن تلعب دوراً جوهريّاً في مستقبله. وفي هذا السياق، افتتح البرنامج في تشرين الأوّل 2017، بالشراكة مع بلديّة رام الله، "استوديو العلوم"، كنواة لمركز علومٍ تفاعليّ، تطوّره خبرات محليّة من فنانين ومهندسين وتربويّين. خلال أقلّ من ثلاثة شهور، استضاف الاستوديو أكثر من 48 مدرسةً من مختلف المحافظات الفلسطينيّة، وتفاعل طلبة تلك المدارس مع المعروضات العلميّة والأنشطة التربويّة والفنيّة التي صمّمها فريق الاستوديو. كما استقبل العديد من المجموعات والأفراد ذوي العلاقة في مجالات التعليم والفنون، من أجل إطلاعهم على عمل الاستوديو في تطوير المعروضات وتعليم العلوم ودمجها مع الفنون. كما فتح المجال، أيضاً، للعمل على شراكات وتبادل خبرات مستقبلية مع مؤسسات مهتمة بهذا الحقل.
طوّر البرنامجُ، العام 2017، تجربةً تشاركيّة بين معلّمين وفنّانين وناشطين اجتماعيّين وأهالٍ وتلاميذ ضمن مشروع "الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة" الذي تنفذه المؤسسة من خلال برنامجي البحث والتطوير التربوي، والثقافة والفنون، بدعمٍ مشارك مع الوكالة السويسريّة للتعاون والتنمية (SDC). ويسعى برنامج البحث والتطوير التربوي، من خلال هذا المشروع، إلى تحويل الممارسات والبحث والفعل المجتمعيّ إلى فنون بصريّة وأعمال فنيّة، كسياق لتطوير حراك مجتمعي. وكان المشروع قد عمل في عامه الأول في كلّ من أريحا ونعلين وقلقيلية، إلّا أنّه ضمّ عنبتا وقطنّة وخان يونس في دورته الثانية. وكان من أهم مخرجات المشروع خلال فترة التقرير، إخراج أعمال فنية ثقافية وحملات قادتها قدرات محلية بإشراف ومساندة من البرنامج، حيث أخرجت عملاً مسرحياً في أريحا، ومعرضاً فنياً في قلقيلية، وحملة للتخلص من الظواهر السلبية في نعلين، قادها معلمون وأطفال، كما نتج عن المشروع فيلم بعنوان "المعبر" في نعلين، يقدم نمط الحياة الاجتماعي والاقتصادي الناتج عن وجود المعبر والحاجز العسكري قرب القرية.
استكملَ برنامج البحث والتطوير التربويّ هذا العام تفعيل مساراته المختلفة، فعُقدت المدرسة الصيفيّة: الدراما في سياقٍ تعلّميّ للسنة الحادية عشرة على التوالي، بمشاركة 92 معلّمةً ومعلّماً من فلسطين والأردن والسودان ومصر والمغرب ولبنان. وتخللت هذا العام عشرات اللّقاءات مع المعلّمين والمعلّمات لمساندتهم في مخططاتهم الدراميّة والتطبيقات الصفيّة.
أخذ برنامج "الدراما في سياقٍ تعلّميّ" منعطفاً جديداً العام 2017، بحيث تقرّر تمكين فريق من المعلّمين كمجموعةٍ متقدّمة مبدعة قادرة على تدريب معلّمين آخرين جدد في فلسطين والعالم العربيّ، وعقد البرنامج ورش عملٍ مكثّفة في مجال الدراما في الأردن ومصر، مُؤسّساً لشراكاتٍ مثمرة مع مؤسّسات عربيّة في قطاعيْ التعليم والفنون.
لم تقتصر الشراكات في مجال التكون المهني للطفولة المبكرة على العالم العربيّ-على أهميّته- فمواكبةً لِما يجري في العالم من معارفَ وتطبيقات؛ شاركَ باحثو البرنامج في مؤتمراتٍ وتجارب تبادل وتدريب، وقدّموا مساهماتٍ بحثيّة في دول عدّة منها اليابان وبولندا وبريطانيا وتايلند.
بدورهنّ، وجدتْ المربيّات -ضمن برنامج التكوّن المهنيّ لمرحلة الطفولة المبكّرة- مساحتهنّ الخاصّة لتبادل المعارف، فخطّطنَ -ضمن مجموعاتٍ وبإشراف باحثي البرنامج- لـ 32 مشروعاً تطبيقيّاً، ونفّذنها في رياضهنّ، ووثّقنها بالسرد والتصوير والكتابة اليومية، من أجل عرضها لزميلاتهنّ والتأمّل فيها. مهرجان أيّام العلوم في فلسطين، نطاقٌ آخر أبدعت فيه المربيّات للعام الثاني على التوالي، فخضن رحلةً من التجريب وبناء الأنشطة التفاعليّة حول ثيمة المهرجان "الأنثروبوسين" إلى أن نُفّذت الفعاليّات في تسع رياض أطفال، قُدنها المربيّات وتطوّعن لإنجاحها.
نظّم برنامجُ البحث والتطوير التربويّ، على مدار العام 2017، عشرات ورش العمل في مجاليْ الكتابة المسرحيّة، وإحياء الدمى (Animation)، شارك فيها معلّمون ومعلّمات من مختلف المحافظات، بما فيها قطاع غزّة -عبر تقنية الفيديوكونفرنس- بحيث عملَ المشاركون على مسوداتٍ لمسرحيّات وإنتاجات في مجال إحياء الدمى، ما زالت قيد التطوير.
أخذت السينما حيّزاً مهمّاً هذا العام، بحيث عُقد مشروع الثقافة السينمائيّة في المدارس على مدار ستة شهور، أنتج خلالها المعلّمون المشاركون أفلاماً مع طلبتهم، تبعاً لانخراطهم في تدريب طويل في مجال إعداد الأفلام بإشراف باحثين ومخرجين سينمائيين محليّين، نقل خلاله المعلّمون التجربة لطلبتهم.
قاد المعلّمون في المنتديات أنشطة وفعاليات متنوعة في مدارسهم، أو في مجتمعاتهم المحلية؛ ومنها عروض لأفلام سينمائيّة وحلقات نقاش حولها، إضافةً إلى ندواتٍ لنقاش كتب تربويّة وأدبيّة. بدوره، نظّم مركز المعلّمين/نعلين، على مدار العام، ورش عمل في الدراما والفنون والقراءة والصحة النفسيّة، قدّمها متطوّعون وباحثون في المركز لعشراتِ الأطفال، كما عمل مركز المعلّمين على بناء برنامج أدب أطفال مع مربيات الطفولة المبكرة في نعلين، والقرى المحيطة بها، تعرّفت فيه المربيات على أدب الأطفال كمجالٍ لابتكارِ نشاطاتٍ فنيّة مع طلبتهنّ، وكعالم مليء بالخيال والأسئلة، لا الموعظة.
يُعدّ مسارُ النشر عنصراً فاعلاً في البرنامج، إذ يساند المشروعات الأخرى ويغذّيها بمصادر نوعيّة متخصّصة، فنشرَ البرنامجُ هذا العام كتباً وكتيّبات حول الدراما والمسرح والعلوم والتربية. كما نُشر في كانون الأول 2017 العدد المزدوج 55-56 من مجلة رؤى تربويّة، الذي يتضمن عدّة مقالات وأبحاث عربيّة ومترجمة، أبرزها لمعلّمين وباحثين فلسطينيّين. واستكمالاً لتوفير مصادر قيّمة في المجالات كافة، تعدّ مكتبة برنامج البحث والتطوير التربويّ فضاءً متاحاً للمعلّمين والمهتمّين، بفرعيْها في رام الله وغزّة.