البرنامج العام
- مقدمة
- تكوين نماذج ثقافية ملهمة ومستدامة
- بناء وتطوير الشراكات والتشبيك
- مجتمع يقدر الثقافة والحوار والفعل الإجتماعي
- بناء قدرات في مجال الثقافة والفنون
- حضور المؤسسة الثقافي عربياً وعالمياً
في عامه الثاني، باشر البرنامج العام بتوسيع نطاق تدخلاته، من خلال مشاريع عدة في الفنون والثقافة، بهدف تقديم أعمال رائدة، وإتاحة فرص لانخراط الفنانين والمثقفين والجمهور، مستخدماً الفضاء العام والمرافق المتاحة، والعمل مع المؤسسات والأفراد والمجموعات، من أجل تقديم فرص متعددة لتبادل الخبرات، وتقديم الأعمال الإبداعية للجمهور داخلياً وخارجياً، وتعميق دور الثقافة والفن وإنتاجهما.
ساهم البرنامج، خلال فترة التقرير، في تكوين نماذج ثقافية ملهمة ومستدامة، وبخاصة من خلال برنامج المجموعات. فمثلاً، "إقامة الأربعاءات"، بالتعاون مع مركز خليل السكاكيني، هي مجموعة بحثية أشرفت عليها جزئياً الفنانة شروق حرب، حيث خاضت المجموعة سلسلة من النقاشات حول مواضيع مختلفة من خلال حضور أفلام وبرنامج زيارات ومقابلات وسلسلة من المحاضرات ومجموعة من ورش العمل. ارتكزت نشاطات المجموعة حول موضوع "درج السر" في مواقع جغرافية مختلفة مثل الخليل، وكفر رمان، ونابلس، والقدس، وتلفيت. وعقدت المجموعة ورش عمل للكتابة مع الأطفال، وبرنامج حكايات في الفضاءات العامة، وبرنامج رسم على الجدران، وزيارات لمواقع ومؤسسات مختلفة. وستعرض حصيلة عملها في معرض نهائي في شهر شباط 2018.
أما مجموعة "استضافات فلسطين" بإشراف الفنانة ميرنا بامية، التي تضم عدداً من الباحثين المهتمين بالطعام وثقافته، فتعمل على تطوير مشاريع فردية من خلال العمل مع عائلات فلسطينية، بغية استكشاف السياسات، والثقافات، والطقوس، والاقتصاديات المرتبطة بمطبخها، والعمل بالموازاة على بحث خاص يقوم، بشكل أساسي، على تحضير الطعام، والقراءات، والمحادثات، والتفكير في نشاطات متصلة بفن الطهي، من خلال تجربته مع الأسرة المستضيفة، وتوثيق هذه المعارف بطرق إبداعية متعددة. في نهاية المشروع، قام كل مشارك بتنسيق مائدة حفل عشاء، تضم قائمة طعام تم تحضيرها بالاشتراك مع العائلة المضيفة، وبحضور أفراد من الجمهور العام.
كما ضم برنامج المجموعات، أيضاً، تجارب ملهمة؛ مثل إنتاج معرض أدائي وفني لمجموعة كسوف، بإشراف القيمة لارا الخالدي، وبمشاركة كل من المشرفين ضياء البرغوثي، وسمر حداد كينج، وداليا طه، وريم شلة، ودينا شلة، ورانية جواد، وجمانة عبود. المعرض والأعمال الأدائية أخذا شكل توثيق لنقاشات وملخصات واجتماعات الفريق الغنية بوجهات النظر المختلفة حول مسرحيتي "العتمة" لمجموعة "بلالين" المحلية 1972، والأوبرا الروسية "نصر فوق الشمس،" 1913.
وتم العمل، أيضاً، مع مجموعة "لارب" الأدائية والارتجالية التي يتقمص أفرادها، من خلال اللعب، شخصيات وأدواراً ضمن سياق روائي معين، حيث أقيم معرض وندوة في جاليري 1 برام الله، تحت عنوان "خيالات من أحلام اليقظة"، وهو معرض وهمي مفتعل، يحاكي ظروف إنتاج معرض حقيقي متكامل، مبني على مساءلة المجموعة لمفهوم الفن والمقومات التي يُبنى عليها في ظل انتشار المعارض والمهرجانات الفنية في فلسطين، فأشرفت الفنانة جمانة عبود على المجموعة خلال بنائها لسيرة ذاتية لشخصية فنان وهمية، مروراً بإنتاج أعماله الفنية من قبل المجموعة، إلى الانصهار بين الحضور في افتتاح المعرض الوهمي، ومن ثم الإعلان عن فكرة المعرض في الندوة التي شارك فيها مجموعة من العاملين في المشهد الفني الفلسطيني والجمهور.
ويعتبر مشروع "شطحة" أحد أهم نجاحات البرنامج، وهو برنامج بني على الحاجة إلى خلق فرصة لاسترجاع العلاقة مع الحيز العام، من خلال إعطاء فرصة لسرد وتدوين حكايات أهل المدينة من قاطنين وعابرين، ومساءلة علاقتهم بمدينة رام الله على وجه الخصوص، ورؤيتهم لها، ضمن ثلاثة محاور رئيسية: رام الله وعلاقتها بالمدن والقرى الفلسطينية الأخرى والمدن العالمية، قضايا الانتماء والاغتراب داخل المدينة، رام الله في المستقبل. تم تنفيذ المشروع ضمن فعاليات مهرجان "وين عَ رام الله"، في شارع بنت جبيل في قلب مدينة رام الله، وفتح باب المشاركة والانضمام للعموم من عابرين وأصحاب محلات ومهتمين. تمت إدارة النقاش في مجموعات بإشراف فريق الحكائين "حكايا"، الذين طرحوا الأسئلة ووثقوا الأحاديث المختلفة، كما اختتم المشروع بسرد قصة جماعية من قبل الفريق، وتم لاحقاً جمع جميع المواد التي تم توثيقها وتفريغها على هيئة مادة نصية مكتوبة. ورافق الحدث كل من الفنانين شادي زقطان، ونور الراعي، من خلال العزف على آلات مختلفة والغناء.
أما برنامج الشبكة الإبداعية لهذا العام، فوضعت فكرته الكاتبة عدنية شبلي تحت عنوان "حياكة"، حيث بحثت القيِّمة عن 10 مبادرات مجتمعية محلية تطوعية من فلسطين، عمرها خمس سنوات على الأقل، وتملك رؤيا اجتماعية وثقافية. ونظمت القيِّمة زيارة لأفراد ومجموعات مماثلة من حيث النشأة، من السنغال والهند وأمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية والغربية، للتعرف على المجموعات المحلية، وحياكة تواصل ونقاش مستمر بينهم لتبادل الخبرات ووسائل العمل والاستمرارية، ومناقشة تأثير الاختلافات الاجتماعية والسياسية على عمل المجموعات المختلفة ومنهجياتها.
أما على صعيد بناء وتطوير الشراكات والتشبيك، فقد تم العمل بالتنسيق مع برنامج الثقافة والفنون لوضع برنامج المؤسسة في مهرجان سين لفن الفيديو والأداء، بالشراكة مع بلدية رام الله، ودار الكلمة/بيت لحم، ومتحف جامعة بيرزيت، وجاليري التقاء/ غزة، ومعهد غوته/ رام الله، ومركز خليل السكاكيني/ رام الله وانستانت فيديو/ مرسيليا، وحوش الفن الفلسطيني/ القدس، وشبابيك/ غزة، ورواق/ رام الله. تم إنتاج معرض لفيديو تركيبي من إنتاج رمزي مقدسي، وبحث نجوى مباركي، في دار الصاع، عن طائر الدرة المطوقة الغازي تحت عنوان "الأخضر يترصد"، حيث يهدد تكاثر هذا الطير وتأقلمه في البيئة الفلسطينية، الطيور المحلية كنقار الخشب والهدهد. وتم العمل على أشكال فنية أخرى تتفاعل مع إشكاليات موضوع طائر الدرة المطوقة، وذلك من خلال عرض سمعي بصري من قبل الفنانة أسمى غانم على المسرح البلدي الخارجي خلال مهرجان "وين ع رام الله"، إضافة إلى رسم جدارية بطول 15 متراً على واجهة مبنى في مدينة رام الله من قبل الفنان تقي سباتين. تخلل مهرجان "سين" لفن الفيديو والأداء استضافة المخرج الفلسطيني كمال جعفري، وعرض فيلمه "استعادة"، ومن ثم نقاشه مع المخرج في المسرح البلدي.
واستمر البرنامج العام في مشروعه "جولات القطان"، فقام بتنسيق 10 جولات في مبنى المؤسسة الجديد لقرابة 300 شخص، بالتعاون مع دائرة الاتصال العلاقات العامة، التي ضمت: أساتذة المدارس بالتنسيق مع برنامج البحث والتطوير التربوي، ودوائر وكليات من جامعات بيرزيت والنجاح وأبو ديس، مع استهداف تخصصات بعينها، منها الهندسة المعمارية، والصحافة والإعلام، والفنون، كما تم تنسيق جزء من هذه الجولات على هامش نشاطات أخرى للبرنامج العام كحضور مهرجان "سين"، أو معرض "قريب لا أراه وبعيد أمامي"، أو زيارة إضافية لأحد معالم مدينة رام الله الثقافية، منها متحف جامعة بيرزيت خلال معرض الفنانة سامية حلبي "رسومات توثيقية لمذبحة كفر قاسم"، ومتحف ياسر عرفات، واستوديو العلوم. إضافة إلى ذلك، تمت استضافة ممثلين عن المؤسسات الثقافية، والمجموعات الشبابية التطوعية من مناطق متنوعة.
وضمن برنامج "تشارك"، قام البرنامج العام، بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ومشاركة 14 فناناً من أنحاء فلسطين، بإنتاج معرض فني "قريب لا أراه وبعيد أمامي"، مبني على السيرة الذاتية لتمام الأكحل "اليد ترى والقلب يرسم". خصص المعرض والندوة المرافقة لافتتاحه في دار الصاع، للاحتفاء بسيرة الفنان الراحل إسماعيل شموط. وقد شارك في الندوة التي أقيمت في المسرح البلدي، كل من إلياس خوري عبر سكايب، وريم فضة، وسمير سلامة، وخالد حوراني. وتم نقل وافتتاح المعرض في شهر كانون الأول في مدينة الناصرة، والآن يتم التحضير لنقله إلى جمعية تشرين في المثلث والمركز الثقافي الفرنسي في غزة.
وفي سبيل تعزيز التعاون مع مكتب الممثلية الألمانية في رام الله، والمتحف الفلسطيني في بيرزيت، تمت استضافة المجموعة الفنية (Tape That) ضمن برنامج استضافات القطان. وهي مجموعة فنية تقوم باستخدام ورق اللاصق كوسيط لإنتاج أعمالها الفنية منذ العام 2011. أقيمت ورشة العمل بتاريخ 14 تشرين الثاني 2017، بمساهمة 17 مشاركاً من حقول مختلفة من طلاب وفنانين. تعرف المشاركون على وسط جديد لإنتاج الأعمال الفنية باستخدام الأدوات المكتبية الأساسية (ورق لاصق، أقلام، أوراق، قماش) تحت إشراف المجموعة الفنية.
وفي إطار التعاون مع المؤسسات خارج نطاق المدن، تم التعاون مع مركز المعمار الشعبي – رواق، ومجلس بلدية عصيرة الشمالية، ونادي عصيرة الرياضي، ضمن برنامج إبداع في الهوامش، حيث تم اختيار كل من نور رواجبة، ومجادة شولي، لإقامة فنية في قرية عصيرة الشمالية، عملت الفنانتان خلالها مع طلبة المدارس على تطوير قدراتهم الفنية في مجال الرسم. وتعاونت الفنانتان مع مجموعات شبابية من نادي القرية والمكتبة والمدارس وطلاب الجامعات على إنتاج مواد المعرض، الذي يعنى بالمشهد الثقافي في المدينة وعلاقته بالمجتمع المحلي. وسيتم افتتاح معرض في قرية عصيرة في شهر شباط 2018، يعرض نتائج الإقامة والعمل مع المجتمع.
وكون محفل قلنديا الدولي جزءاً مهماً من التزام المؤسسة مع شركائها في قطاع الفنون البصرية، بدأ العمل مع برنامج الثقافة والفنون على مشروع المؤسسة في محفل قلنديا الدولي للعام 2018. وقام البرنامج العام، بالشراكة مع متحف جامعة بيرزيت، بإطلاق دعوة مفتوحة للفنانين والمعماريين والباحثين لتقديم مقترحات تحت ثيمة "التضامن"، وهي ثيمة قلنديا الدولي في نسخته القادمة 2018. وتهدف هذه الدعوة إلى تشكيل مجموعة من الشباب المهتمين بالتعلم، للعمل معاً، على إقامة فعاليات ونشاطات مرتبطة بالفنون البصرية المعاصرة، بحيث تفضي إلى تشكيل وإنتاج مضمون النسخة السادسة من معرض المدن 2017-2018، والذي يتمحور حول مدينة اللد الفلسطينية. وقامت لجنة متخصصة باختيار خمسة متقدمين من جغرافيات عدة، مثل مدينة اللد، وعمان، ورام الله، وطولكرم، والعمل معهم لإنتاج الجزء البحثي الأول من المشروع.
أما بالنسبة للمشروع البحثي متعدد الوسائط "المرأة والثورة"، بالشراكة مع كل من جاليري 1، ومعهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، ونادي السينما - رام الله، فقد اكتسب هذا المشروع أهميته من أنه يدرس الشخصيات النسائية الرائدة في الثورات التي شهدها القرن الماضي في العالم. ونظم المشروع مؤتمراً تحت عنوان "المرأة وحركات النضال في سبيل التحرر" في جامعة بيرزيت بتاريخ 11/12/2017، استضاف ليندا طبر، وأميرة السلمي، وأيدا هيرانديز كاستيلو، ورلى أبو دحو، وعرين هواري، ومحمد يوسف الحافي، وعدنان طبيل، وهزار حجازي، وأودري هنتلي، ونداء أبو عواد، وإصلاح جاد، ولينا معاري. كما أقام معرضاً فنياً بعنوان "مسرد آخر" في مركز خليل السكاكيني 11/12/2017 – 7/1/2018، شارك فيه رائد الحلو، وشروق الأسعد، وسامي شناعة، وتالا عبد الهادي، وفرح برهم، وراية زيادة، ولينا حجازي، ويارا دواني، والفنانون المشاركون في معرض "حول التمثيل" الذي أقيم في جاليري 1: جمانة عبود، بشار الحروب، نبيل عناني، سليمان منصور، أمجد غنام، خالد حوراني، وفا حوراني، منذر جوابرة، منال محاميد، بشير قنقر، لاريسا صنصور، فيرا تماري.
كما أطلق المشروع برنامج عروض الأفلام في مركز خليل السكاكيني الثقافي، وجامعة بيرزيت، تحت عنوان "خارج الملف"، والمرتبطة بموضوع "المرأة والثورة"، التي تم اختيارها من قبل القيم سليم أبو جبل، فهي: "بذور جواموشيل" إخراج أيدا هيرانديز كاستيلو وحضورها، "رحلة امرأة مقاتلة من أرض الأمم الستة إلى أوكساكا" للمخرجة أودري هنتلي، التي قامت بمناقشة الفيلم، "وريثة الريح" للمخرجة جلوريا كاريون، "دمى" للمخرجة عبير حداد، "نائلة والانتفاضة" للمخرجة جوليا باشا، "جان دارك المصرية" للمخرجة إيمان كامل، وثلاثة أفلام قصيرة هي: "في انتظار الربيع"، "النار لن تأكلني" "شاعرة الصحراء" لـ نو مينديلي، وفيلم "زمن المعلق" للمخرجة نتاليا بروشتاين، التي حضرت وناقشت الفيلم مع الحضور. ويتم التحضير الآن لنقل المعرض إلى متحف جامعة بيرزيت، وافتتاحه في شهر شباط 2018.
وفي إطار عمل برنامج المعارض على تعميق الحوار والفعل الاجتماعي في الثقافة وتعزيز تقدير المجتمع لها، استمر العمل على معرض افتتاح المبنى الجديد للمؤسسة "أمم متعاقدة من الباطن"، حيث يشارك في المعرض 52 فناناً محلياً وعربياً وعالمياً. ويسعى المعرض إلى إماطة اللثام عن أسئلة متعددة المستويات حول مفهوم الأمة المعاصر، وعلاقته بالهياكل السياسية، والاقتصاد النيوليبرالي، والمجتمعات، من خلال النظر في التحول التاريخي لمفهوم الدولة وسياساتها الخدمية العامة، والأشكال السياسية المختلفة التي تنظم العلاقة بين الشعب والدولة. المعرض الآن في طور إنتاج للأعمال الفنية تبعاً لتصميم فضاء العرض والنقاش مع قيم المعرض، والعمل على الكتالوج الخاص به.
وضمن برنامج استضافات القطان، نظمت سلسلة عروض أفلامٍ للفنان العالمي نعيم مهيمن، تحت عنوان "التضامن ... أولاً وأخيراً"، حيث تم التعاون مع متحف محمود درويش لعرض ثلاثة أفلام للفنان، وهي: "لقاءان وجنازة"، "أبو عمار قادم"، "الجيش الأحمر الموحد". اختارت اللجنة القائمة على قلنديا الدولي ثيمة السؤال المجتمعي لربط المؤسسات والمقترحات المقدمة للمشاركة في نسختها للعام القادم. وارتأى البرنامج العام في المؤسسة ضرورة استضافة أعمال نعيم مهيمن الفنية والبحثية وتوفيرها داخل المشهد الثقافي الفلسطيني، وذلك لتعزيز تجربة قلنديا الدولي، وإثراء مضمون النسخة القادمة ومحتواها، حيث يسلط الفنان، عبر أفلامه الثلاثة، الضوء على البقع المظلمة التي شابت مبادرات التضامن ولا تزال تشوبها.
من ضمن نشاطات برنامج مجموعات، تم جمع المادة المصورة لمجموعة "مقاهي غزة"، التي قام بإنتاجها كل من الفنان محمد حرب، والمخرج عبد الرحمن حسين، والصحافي بكر الضابوس. درس هذا المشروع فكرة الحيز السياسي في مدينة غزة، من خلال إجراء مسح للثقافة المادية التي تزخر بها المقاهي المتنوعة التي تنتشر بين جميع شرائح سكان المدينة وحاراتها. كما سعى المشروع إلى تسجيل المحادثات اليومية التي تدور بين مرتادي المقاهي، وهم يرتشفون قهوتهم وينفثون دخان سجائرهم. وأعطت المادة التي جمعتها مجموعة العمل تصورات جديدة للمعاني الخفية في مفهوم الحيّزان العام والاجتماعي في قطاع غزة المقسم إلى كانتونات بين الظروف الكولونيالية الإسرائيلية السالفة، حتى مرحلة تقلبات الحكم الحالي. وتم العمل في تشكيل المجموعة ومسح المقاهي في آذار 2017، وتلا ذلك مرحلة معالجة المواد الغنية التي تم جمعها وإعدادها للمونتاج وتصنيف المواد. وسيتم العمل مع محرر لتحويل المادة لفيلم وثائقي سيعرض في المبنى الجديد للمؤسسة.
تم إطلاق مجموعة من الكتب منها رواية عدنية شبلي "تفصيل ثانوي"، وحاورها د. عبد الرحيم الشيخ (دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية-جامعة بيرزيت)، وكتاب الفنان يزن خليلي "البحث عن مواقع لتصوير فيلم" في مقر مؤسسة عبد المحسن القطان، ورافقه حوار بين خليلي، ويزيد عناني، ونائب رئيس مؤسسة الشارقة للفنون ريم شديد.
أما بالنسبة لبرامج الأفلام، فتم عرض سلسلة أفلام كمال جعفري في مركز خليل السكاكيني الثقافي، وهي "ميناء الذاكرة" مع مداخلة قدمها يزيد عناني، وفيلم "استعادة"، مع مداخلة قدمها سليم تماري، وفيلم "السطح" مع مداخلة قدمها علاء العزة.
أما فيما يتعلق ببرنامج الغرفة المعتمة، تم العمل مع قيّمة الأفلام القصيرة في مهرجان السينما في برلين (البرلينالي). قامت مايكا ميا هونه بتصميم برنامج للأفلام القصيرة الخاص بافتتاح المبنى، والمكون من مجموعتين؛ كل منهما 80 دقيقة. وثيمة البرنامج مرتبطة بثيمة معرض الافتتاح "أمم متعاقدة من الباطن". وقد تم العمل على التعاقد مع الفنانين وصانعي الأفلام لنيل حقوق استخدام أفلامهم في المعرض.
وضمن برنامج خيال، تم تقديم منحتين لكل من نور أبو عرفة، وراما مرعي، لإنتاج أفلام قصيرة حول ثيمة "حديقة الحيوان"، بما يمكن أن تحمله من دلالات، واستعارات، واتجاهات فكريّة مختلفة ومتنوعة، إضافة إلى فرصة لسبر العلاقة بين الإنسان والحيوان. استجاب لدعوة تقديم المقترحات 26 منتج أفلام، وتم اختيار مقترحين من قبل لجنة التقييم للحصول على منحة الإنتاج. وسيتم إنتاج الفيلمين على امتداد أربعة أشهر (من شهر تشرين الثاني 2017 وحتى شباط 2018). وتم التنسيق مع شركائنا البلجيكيين من خلال المهرجان الفلمنكي الفلسطيني لعرض الأفلام في شهر أيار 2018 خلال فترة المهرجان في فلسطين.
كما استضاف البرنامج محاضرة للفنان مايكل راكوفيتش؛ وهو فنان يعيش في شيكاغو، ويعمل أستاذاً لنظريات الفن وممارسته في جامعة نورثويسترن في الولايات المتحدة الأمريكية. ظهرت أعماله في مجموعات رئيسية في الفضاءات الخاصة والعامة، وفي محافل شتى في أنحاء العالم، وأقام معارض فردية عدة في لندن، ونيويورك، وتورينو، كما نال العديد من المنح والجوائز لممارساته الفنية. وأشرف راكوفيتش على ورشة عمل لإنتاج أعمال فنية للمشاركة في معرض افتتاح مبنى مؤسسة عبد المحسن القطان الجديد "أمم متعاقدة من الباطن".
أما بخصوص مساهمة البرنامج العام في عملية التكون والتكوين بمنحى تكاملي ونوعي وإبداعي في بناء قدرات المستهدفين من العاملين في مجال والثقافة، والفنون، فقد عمل البرنامج مع مصمم الأزياء الفلسطيني والعالمي رامي قشوع على مسابقة برنامج مدوّر، التي تقوم على تصميم أزياء معاصرة باستخدام أقمشة وملابس ومواد يتم إعادة تدويرها، من خلال خمسة مصممي أزياء من جنين، ونابلس، وبيت ساحور، ورام الله، حيث أشرف على المصممين لمدة شهر كامل في مخيطة إنعاش الأسرة، ومن خلال العمل على ستة تمارين مختلفة، تمخضت في عرض أزياء في مدرسة الفرندز الذي لاقى اهتماماً جماهيرياً وإعلامياً كبيراً. وسيتم التحضير للجزء الثاني والعمل على العرض النهائي عند افتتاح المبنى الجديد.
كما تم العمل مع مجموعة "حراك راقص" ضمن برنامج مجموعات بإشراف مصممة الرقص سمر كينج، وبالتعاون مع المسرح الراقص، "يا سمر!"، وسرية رام الله الأولى، وبمشاركة ثلاثة فنانين أدائيين، هم: هبة حرحش، إبراهيم فينو، سماء واكيم. يرتكز المشروع على إقامة سلسلة من التدخلات الأدائية في الفضاءات العامة، هادفاً إلى تعميق الحوار بين الفنانين الأدائيين المحليين والجمهور المحلي، من خلال مقترحات المشاريع التي تقدم بها المشاركون الثلاثة. تمت بلورة المشاريع وتطويرها من خلال سلسلة من ورش العمل والمحاضرات والنقاشات بحضور مستشارين فنيين من حقول مختلفة، وهم ضرار كلش، ونزار أمير الزعبي، وخليفة ناطور. وأتاحت هذه اللقاءات والنقاشات اعتماد منهجية متعددة الاختصاصات في تصميم كل مشروع وتجسيده . في مشاريعهم، استنبط المشاركون تصميم الاستعراضات العامة من الحركات الجسدية اليومية المستلهَمة من الشارع والحيز العام الذي اختاروه ليكون موقع مشروعهم، وليتم فيه تدخلهم الأدائي، وقدمت العروض النهائية في كل من مدينة القدس، مدينة حيفا ومدينة نابلس، خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول 2017.
ومن خلال برنامج الاستضافات، تمت استضافة الفنان "بليك شو" من خلال برنامج استضافات. وهو فنان فيديو يعمل في حقول متعددة تجمع بين الفيديو والبيداغوجيا النقدية وتكنولوجيا الاتصالات والتدخل في الفضاء العام. تمحورت ورشة العمل مع الفنان حول استوديو يضم شاشة خضراء بسيطة، تم إنشاؤها في حوش قندح التابع لبلدية رام الله. وعمل المشاركون على إطلاق قناة "تلفزيون المقاومة" باستخدام فن الفيديو. وبينت هذه القناة الطريقة التي يستطيع فيها فن الفيديو والشعرية البصرية أن يعملا بتناغم يساند النضال اليومي والمقاومة التي يخوضها الفلسطينيون ضد نظام الفصل العنصري والاستيطان الكولونيالي الإسرائيلي. قام بليك شو بعرض حول سيرته الفنية، إضافة إلى شرح عن مشروع "تلفزيون إشاعة"، وهو عبارة عن قناة تلفزيونية تُبث على شبكة الإنترنت، ويمزج فيه ما بين الشعر والصحافة الاستقصائية والفيديو التجريبي، من أجل تقويض ثقافة استهلاك الصورة العامة مع شاعرية المقاومة.
تمحورت هذه المشاركة في مهرجان "سين" حول استخدام تقنيات فنّ الفيديو للمقاومة، وقدّم المشتركون خلال المهرجان مجموعة من العروض والبرامج والفقرات في بثّ حيّ لمدّة ساعة على مدار الأيام الثلاثة المتوالية الواقعة بين 13 و15 حزيران 2017. كان من ضمنها قراءات شعرية لنصوص قديمة وجديدة تفحّصت ثيمات المستقبل، وجاءت استجابةً لدعوة مفتوحة وجّهتها المجموعة لشعراء فلسطين، ودمجت ما بين نصوص مختارة من كلاسيكيات الأدب الفلسطيني المقاوم الذي تنكشف سطوره على رؤية مستقبلية، ونصوص حديثة الولادة مكتوبة بأقلام مجموعة ناشئة من الشّباب في بداياتهم الشّعرية. وتم عرض المشروع في بينالي البندقية للفنون ضمن الجناح الروسي.
ولتشجيع قيم العطاء والعمل التطوعي والمبادرات المجتمعية، قام البرنامج العام من خلال برنامج المجاورة الشهري، باستضافة تسعة من الخريجين الجدد، والمهتمين للعمل في البرنامج العام، وإعطائهم الفرصة للاطلاع عن كثب على المشهد الثقافي المحلي والعالمي، وذلك من خلال العمل على مشاريع متعددة، إضافة إلى تطوير مهارات إدارية، وبحثية، وتنسيقية.
فيما يخص تعزيز وتحسين حضور المؤسسة الثقافي عربياً وعالمياً، تمت دعوة يزيد عناني مدير البرنامج العام لإلقاء سلسلة من أربع محاضرات في جامعة محمد الخامس في الرباط، وفي جامعة الأخوين في مدينة إفران تحت موضوع: الفن، والسياسة، والفضاءات العامة. وقد قام عناني بالمشاركة في فعالية ثقافية وأكاديمية تحت عنوان (After the Wildly Improbable) في (House of World Culture) في مدينة برلين 16/9/2017. وموضوع المشاركة (an imaginary train ride, 1929) وهي محاضرة أدائية تتناول رحلة قطار خيالية من خلال سكة حديد الحجاز عبر المشهد الفلسطيني في العام 1929، حيث تفكك المحاضرة روايات السفر من قبل مذكرات رحالة مختلفة تصف المشهد الفلسطيني عبر أعين مختلفة، من خلال نوافذ القطار. وتعتمد المحاضرة، بشكل أساسي، التناظر بين مذكرات خليل السكاكيني ومذكرات مارك توين عند زيارته فلسطين، إضافة إلى كتابات توم ميتشل عن المشهد الفلسطيني. باستخدام مواد بصرية تاريخية، تكشف هذه الروايات عن قصص وشهادات تدل على رؤى استعمارية، وأحياناً استشراقية، وأخرى حميمية ومحلية للمشهد الاجتماعي والسياسي في فلسطين. رحلة القطار الخيالي هي وسيلة للنظر إلى المستقبل، حيث تجعل من قصص وروايات مسار القطار الذي عفا عليه الزمن عدسة للنظر ضد الانغلاق الحالي للجغرافيا والمجتمع الفلسطينيين.
قام البرنامج العام، إضافة إلى الزميل محمود أبو هشهش مدير برنامج الثقافة والفنون في المؤسسة، بحضور هذا الملتقى الفني العالمي الذي يعقد في مدينة كاسل الألمانية مرة كل خمس سنوات، والذي ضم مجموعة قيمة ومتعددة من المعارض الفنية وعروض الأفلام والتدخلات في الفضاء العام، التي غطت فضاءات المدينة، حيث امتازت العديد من المساهمات بمحتواها النقدي الذي أثرى تجربة الفريق. وشكلت هذه الزيارة وما احتوتها من نقاشات ومقابلات مع القيمين والفنانين والناشطين في المجال الثقافي، فرصة للاطلاع على التطورات والمستجدات في المشهدين الثقافي والفني في أماكن مختلفة حول العالم.