قاعات الموزاييك
قدمت قاعات الموزاييك لجمهورها في لندن نشاطات وفعاليات ثقافية وفنية عدة خلال العام المنصرم 2016-2017، والتقرير التالي يعرضها باختصار.
نظمت الموزاييك أربعة معارض في قاعاتها خلال هذه السنة:
"تغير البحر - الفصل الأول: الشخصية الأولى، في حالة المادة الخام": هاجرا وحيد، 11 آذار 2016 - 21 أيار 2016: كان هذا المعرض هو الأول الذي قدّم الأعمال المستقاة من الفصل الافتتاحي في مشروع "تغير البحر"، وهو مشروع طويل الأمد تنفذه هاجرا وحيد. وتكرس هذه الرواية البصرية نفسها لاستعادة الإحساس بالشخصي والشاعري من التبعات المترتبة على التنمية الإقليمية والاضطرابات السياسية والصراع المدني.
أما معرض "في المستقبل أكلوا من أجود أنواع الخزف": لاريسا صنصور، 3 حزيران 2016 - 20 آب 2016، فقدّم تأملات شاعرية ومشحونة حول تسييس علم الآثار في إسرائيل/فلسطين المعاصرة. وتضمّن هذا المعرض، الذي أقامته صنصور في لندن للمرة الأولى، فيلم فيديو لقي ترحيباً واسعاً، حيث أنتجته الفنانة بدعم من قاعات الموزاييك/مؤسسة عبد المحسن القطان.
أما معرض "أي لغة تتحدث أيها الغريب؟": كاتيا كاملي، 16 أيلول 2016 - 3 كانون الأول 2016، للفنانة الفرنسية-الجزائرية كاتيا كاملي، الذي تكون من فيلمين وعمل تركيبي، فقد جمع للمرة الأولى أعمالاً جديدة أنتجتها الفنانة مؤخراً. وقد أخذ المعرض الجمهور في رحلة لاستكشاف قوة رواية القصص والعراقة التاريخية والهوية القومية.
أما في "معرض مسابقة الفنان الشاب للعام 2016: إدراك الأنماط"، 20 كانون الثاني 2017 - 18 آذار 2017، فقد عملت قاعات الموزاييك مع القيّمة نات مولر على تقديم من وقع عليهن الاختيار من الفنانات اللواتي رُشِّحن لنيل الجائزة التي تقدمها مؤسسة عبد المحسن القطان، وهي جائزة الفنان الشاب للعام 2016. وقد واجهت الفنانات إيناس حلبي، وسومر سلام، وأسماء غانم، ونور عبد، ومجد مصري وربا سلامة تحدياً تمثل في الابتعاد عن التمثيلات المألوفة في الفن الذي يُنتَج في السياق الفلسطيني.
كما استضافت قاعات الموزاييك عدداً من احتفالات إطلاق الكتب، بما فيها كتاب "الجزيرة الشرقية: إنجلترا في عهد إليزابيث والعالم الإسلامي"، الذي ألَّفه الكاتب وأستاذ اللغة العربية والأدب المقارن في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، جيري بوتون، وكتاب "عن أمي" من تأليف الروائي الفرنسي-المغربي المتميز الطاهر بن جلون، الذي شارك في محادثة مع مترجمته لولو نورمان ومع الصحافية روزي غولدسميث. كما أطلق بشير أبو منة كتابه "الرواية الفلسطينية: من 1948 إلى الآن"، وشارك في محادثة مع رازيا إقبال حول كتابه. وأطلقت الفنانة كورين سيلفا كتابها "حالة الحديقة"، الذي ألفته بدعم من قاعات الموزاييك. وناقش رجا شحادة كتابه الجديد "أين يُرسم الخط: حكاية المعابر والصداقات وخمسين عاماً من الاحتلال في إسرائيل-فلسطين"، حيث استرسل في الوقوف على الآثار الشخصية التي يفرزها الاحتلال في محادثته مع غيليان سلوفو.
وتضمنت الحوارات التي رافقت المعارض نقاشات مع الفنانين والقيّمين، منهم بنجامين عيسى خان، ونيل برودي، وطوبي دودج، حول تدمير التراث الثقافي، والاتجار غير المشروع بالتحف الفنية [المسلوبة] من العراق وسوريا. كما أطلق مشروعا "فن العمارة الجنائي" و"علم المحيطات الجنائي" تقريراً جديداً حول نظام الحدود المسلحة في البحر الأبيض المتوسط، وذلك في سياق سلسلة الفعاليات التي تنظمها القيّمة ندى رازا من مركز "تايت". وكانت الاستراتيجيات المعاصرة واستخدام الخيال العلمي محور النقاش الذي دار بين القيّمة أمل خلف والفنانات صوفيا الماريا، وملك حلمي، وسارة أبو عبد الله. وسجلت الأكاديمية مارينا وورنر والقيّم عمر برادا خواطرهما حول رواية القصص وكتابتها، كما استعرضت د. كريستين فان رويمبيكي النسخ الفارسية الست لحكايات "كليلة ودمنة"، التي تعود إلى القرون الوسطى في تاريخها. وعرضت القيّمة راشيل ديدمان سلسلة من أفلام الخيال العلمي الفنية القصيرة، كما عرضت دومينيكا بلاشنيكا-سياسيك بحثها البصري في الذاكرة والمكان في سياق الحملة المتواصلة التي تستهدف سلب الفلسطينيين.
ونُظم عدد من العروض الأدائية خلال السنة المنصرمة، حيث قدم الفنان والشاعر هيمالي سينغ سوين عرضاً في سياق تفاعله مع معرض هاجرا وحيد. كما قدمت تانيا الخوري عرضاً مشتركاً مع باسل زارا، بعنوان "إلى أبعد ما تأخذني إليه أناملي"، في وقت لاحق من السنة. واشتملت الفعاليات الموسيقية على موسيقى أدائية قدمتها رباعية ياز أحمد، وهي موسيقى مستوحاة من الأغاني التقليدية التي يغنّيها الغواصون الذين يجمعون اللؤلؤ في البحرين. وقد نُظمت هذه الفعالية بالشراكة مع استوديو "آرتس كانتين". كما نُظِّم حفل افتتاحي أحيا الموسيقى الكلاسيكية العربية في وقت لاحق مع فنان الدي جي كريس مينيست. وأدار الفنان كيوراتوليان شمس، ورشة عمل حول أساليب رسم اللوحات المصغرة.
وشملت عروض الأفلام فيلم "من خليج إلى خليج إلى خليج"، من إنتاج استوديو "كامب"، حيث قدّم له البروفسور إدوار سيمبسون، الأستاذ في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، إضافة إلى فيلم "المهرجان الأفريقي في الجزائر العاصمة" الذي قدم له مؤرخ الأفلام والقيّم أوليفيير هادوشي. وعلى وجه الخصوص، كان برنامج الأفلام "الأزمة والإبداع: موسم للأفلام المعاصرة من العالم العربي وعنه"، الذي نظمه القيّم شوهيني شودوري، موضع ترحيب كبير. وقد اشتمل هذا الموسم على أمسية من عروض الأفلام القصيرة التي تمحورت في ثيماتها حول "الفضاء والذاكرة في الحرب - مدينة ممزقة"، وعرض لفيلم "افتحوا بيت لحم" الذي تبعته حلقة نقاش مع مخرجته ليلى صنصور. كما عُرضت أفلام تناولت موضوع "وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها أرشيفاً للثورات العربية".
وفضلاً عن ذلك، نُظمت ثلاث حفلات عشاء خلال هذه الفترة. فقد أبدعت لاريسا صنصور وجودي كالا "حفل عشاء من إيحاء فلسطين"، حيث تخللته عروض للأفلام التي أنتجتهما الفنانتان بين دورات الأطباق. ونظم عمر التيجاني عشاءً من ثلاثة أطباق بعنوان "تجربة العشاء في السودان". ونظمت دينا موسوي وعتاب عزام عشاءً خاصاً من المطبخ السوري، وكان بعنوان "وصَفات من البيت".
وفي شهر أيار، ألقى ناعوم كلاين، الصحافي الذي نال الجوائز ومؤلف الكتب التي حظيت باستحسان النقاد وسجلت أفضل المبيعات على مستوى العالم، محاضرة في سلسلة "محاضرات إدوارد سعيد لندن" للعام 2016. وتطرق كلاين في محاضرته إلى الطريقة التي يمكن من خلالها أن تشكل الرؤية العالمية الجريئة التي رآها سعيد أساساً للاستجابة للتغير المناخي، بحيث تقوم هذه الاستجابة في أساسها على الشمولية والانتماء العدالة التصالحية. وقد نفدت مبيعات التذاكر المتاحة لهذه المحاضرة، التي عُقدت في قاعة الاحتفالات الملكية، ونُظمت بالتعاون مع مجلة "لندن ريفيو أوف بوكس" ومركز ساوثبانك.
وفي شهر آذار، ألقى محمود ممداني، الأكاديمي والمؤلف المعروف على المستوى الدولي، محاضرة ضمن سلسلة "محاضرات إدوارد سعيد لندن" للعام 2017، حيث تناول مفهوم العدالة الثورية. واستعرض ممداني تأملاته حول مسألة العدالة في حقبة ما بعد الكولونيالية في ضوء كتابات إيمي سيزير حول هاييتي ونلسون مانديلا حول جنوب أفريقيا. وقد عُقدت المحاضرة في المتحف البريطاني، وبيعت جميع التذاكر التي كانت متاحة لحضورها.
وتضمن برنامج الإقامات الفنية إقامة بنجامين عيسى خان لإلقاء محاضرته في قاعات الموزاييك، وكاتيا كاملي لإقامة معرضها والقيّم نات مولر لافتتاح وتركيب معرض "تمييز الأنماط". ووصلت نور علي شاغاني، وهي فنانة باكستانية، إلى قاعات الموزاييك في نهاية شهر أيلول لمباشرة إقامتها التي تستمر لثلاثة أشهر، باعتبارها أول مقيمة في برنامج "جائزة جميل" (Jameel Prize). وتشكل هذه الإقامة باكورة التعاون المستدام بين قاعات الموزاييك ومتحف "فيكتوريا آند ألبرت".
وشاركت قاعات الموزاييك مرة أخرى في عضوية مهرجان لندن لفن العمارة، ومهرجان العطلة في ساحات الحدائق المفتوحة (Open Garden Squares Weekend) ومهرجان نور، كما شاركت في مهرجان قلنديا الدولي في نسخته المقامة في لندن هذه السنة.