قاعات الموزاييك - لندن

شهدت فترة التقرير إطلاق برنامج احتفالية قاعات الموزاييك بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسها في شهر نيسان/أبريل 2018. ويتألّف هذا البرنامج من ستّة معارض موزَّعة على مسارين ينفَّذان بالتناوب، حيث تركّز سلسلة المعارض على فنانين حداثيّين مبدعين ينحدرون من مصر والمغرب وإيران، ويشرف عليها القيِّم مراد منتظمي. ويقدّم هذا المسار سلسلة من العروض الجماعية للفن المعاصر في هذه البلدان الثلاثة، بالشراكة مع مؤسسات وقيِّمين من البلدان المذكورة. وتضمّ هذه المؤسسات والقيّمون جاليري تاون هاوس من القاهرة، وآذر محمودیان من طهران، وجاليري كولت من الرباط.

وقد أتاح هذا البرنامج الفرصة لإقامة شبكات وشراكات جديدة. فهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها الإشراف على برنامج معارض على مدى فترة من الزمن، وهي أيضاً المرة الأولى التي يُقدَّم فيها فنانون حداثيون بارزون، بمن فيهم فنانون من إيران، ما يسّر لنا أن نوسّع نطاق عملنا وحضورنا لكي نستشفّ ردّة فعل الجمهور ونعاين اهتماماته. وقد أفضى هذا البرنامج الطموح للغاية إلى أفضل سنة تشهدها قاعات الموزاييك من حيث حضور الجمهور حتى يومنا هذا، حيث ارتفع عددهم بنسبة 12%.

وتولّت شركة "رايبر وشركاه" التغطية الصحافية التي نقلت أخبار البرنامج، حيث نشرت هذه التغطية في الفايننشال تايمز، ومجلة "فريز"، و"صحيفة الفن" (Art Newspaper)، ومجلة "آرتس آسيا باسيفيك"، وغيرها الكثير.

وقد نظّمنا سلسلة من الفعاليات المتعددة الاختصاصات في كل أسبوع بالتوازي مع كل معرض. وضمّت هذه السلسلة حلقات النقاش التي تناولت الشؤون المعاصرة، وعروض الأفلام، والعروض الأدائية، والمحادثات التي عُقدت بين الفنانين ... والكثير غيرها. واتّسم الحضور بالثبات على مدار السنة، وسوف نواصل العمل على هذا النحو خلال السنة المقبلة. كما شهدت هذه الفترة تنظيم سلسلة "محاضرات إدوارد سعيد لندن" السنوية للعام 2018. وكانت عميرة هاس المتحدثة في محاضرة هذه السنة. وقد نفدت مبيعات التذاكر التي كانت متاحة للمحاضرة، ما يدلّ على أن المحاضرة غدت تقليداً راسخاً في الأجندة الثقافية.

ولم يَرْقَ الدخل الذي درَّته مبيعات متجر الكتب إلى مستوى التوقعات، ولم يكن كافياً لتأمين تكاليف استئجار موقعه بسبب الأعمال التركيبية الكثيرة والطموحة والأعمال الفنية ذات القيمة العالية التي عُرضت فيه. ولم يكن من اليسير، كذلك، تشغيل المقهى بسبب موقعه وتخلُّف أحد الموظفين عن الدوام فيه.

وقد أسفرت الاتصالات مع أربعة أفراد عن تقديم الدعم لسلسلة المعارض الثلاثة التي أقامها مراد منتظمي بمبلغ قدره 14,000 جنيه إسترليني. كما تم الحصول على منحة قدرها 47,751 جنيهاً من مجلس الفنون لصالح تمويل البرنامج في الفترة الواقعة بين شهريْ تموز 2018 وأيلول 2019. وهذه هي أكبر منحة عامة تحصل عليها قاعات الموزاييك حتى هذا اليوم، والأمل يحدونا في أن تشكّل هذه المنحة بداية لعلاقة أقوى مع مجلس الفنون في إنجلترا. كما جمعنا مبلغاً إضافياً قدره 5,000 جنيه من أفراد لصالح معرض "تاون هاوس"، و5,000 جنيه من مؤسسة سعدي سودفر لصالح معرض بهجت صدر، و5,000 جنيه من المقاطعة المحلية، حيث خُصِّص هذا المبلغ لدعم البرنامج التعليمي على وجه الخصوص.

وإلى جانب الاستبيانات، عقدنا مشاورات مع الجمهور وركّزنا فيها على جانب الاتصالات. وقد نظّمنا هذه المشاورات مع مجموعة من الزوار، وأخرى من غيرهم، الذين استعرضوا الاتصالات عبر شبكة الإنترنت والرسالة الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي. وقد اعتُبِر حساب قاعات الموزاييك على موقع "إنستغرام" مثالاً إيجابياً على الصور الغنية التي تمثّل القاعات. وخلصت فعالية المشاورات إلى أن الأثر البصري يحتل أهمية قصوى، وأنه يجب نقل المعلومات بدقّة لكي تعكس الصور التجارب التي يخوضها الناس في قاعات الموزاييك. وساد الانطباع بأن الموقع الإلكتروني يؤدي الوظيفة المعوّلة عليه، ولكنه يعجز عن إثارة الاهتمام فيما تقدّمه تجربة زيارة قاعات الموزاييك وعن نقلها. وسوف تجري مراجعة هذا الجانب من أجل إحراز التقدم فيه.

وخلال فترة التقرير، أُطلق برنامج "المرح مع العائلة"، وهو برنامج شهري يتضمن ورشات تركّز على العائلة. وقد صمّمت الفنانة ضياء البطل هذا البرنامج بهدف إشراك الأطفال وعائلاتهم، للاستمتاع بقاعات الموزاييك، ونشر المعرفة حول الثقافة العربية. كما تم تجريب مشروعين يستهدفان فئة الشباب خلال فصل الصيف ومشروع ورشات المدارس مع مدرستين ثانويتين محليتين خلال فصل الخريف.

واحتفلت قاعات الموزاييك بذكراها السنوية العاشرة في 1 تشرين الثاني ضمن حفل استقبال مسائي شاركت فيه طائفة واسعة من أشخاص سبق لهم أن شاركوا في برامجها، إلى جانب أشخاص جُدد يُحتمل التواصل معهم.