برنامج البحث والتطوير التربوي
- مقدمة
- استوديو العلوم
- مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة
- المساقات الشتويّة
- المدرسة الصيفيّة: الدراما في سياق تعلّميّ
- منتديات المعلمين
- برنامج التكون المهني لمربيات الطفولة المبكرة
- تفعيل المركز الثقافيّ الجديد
- مسار النشر والترجمة
ندركُ في برنامج البحث والتطوير والتربويّ أنّ عملنا قد مرّ بتحوّلاتٍ ومنعطفاتٍ خلال السنين الماضية، شكّلت تراكماً معرفيّاً يقودنا إلى مواجهة التحديات الجديدة، تلك التي يضعها أمامنا الانتقال إلى المركز الثقافيّ الجديد، ما يتطلب تفاعلاً يتوافق مع الممكنات الجديدة. بعد أعوامٍ من التحضير وإعداد التصوّرات والبحث والتفاكر، نحن الآن على عتبةِ التحوّل المرتقب بناءً على خبراتنا في التعليم التكامليّ الثقافيّ الحرّ.
في هذا العام، صاغ استوديو العلوم حواراً مهماً شاركت فيه مختلف مكونات المجتمع وتفاعلت معه، خلال شهر كامل في 22 موقعاً في فلسطين، حول التحديات الكبيرة التي ستواجهنا وتواجه الكوكب على المستوى البيئي والثقافي والاجتماعي، من خلال مهرجان أيام العلوم في فلسطين تحت عنوان "ثورة الغذاء: مواجهة التحديات للعام 2050". وكذلك، تبلورَ معرض "الحركة والسكون: تضاد وتكامل" للمعروضات العلميّة التفاعليّة، التي صممها فريق الاستوديو، ليكونَ واحداً من المنتجاتِ اللافتة خلال افتتاح المركز الثقافيّ الجديد، بمقولته إنّ العلوم ليست منفصلة عن الفنون، بل تربطهما علاقة فريدة، ومتاحٌ للعائلة بأكملها أن تستكشفها، وأن تشاركَ في تكوينها عبر تجريبها والمساهمة في عمليّة تطويرها وتقييمها.
على صعيد آخر، كان 2018 عام معاينة النتائج ولمس الأثر في مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة، في عامه الثالث، الذي جُدد تمويله من الوكالة السويسريّة للتنمية والتعاون (SDC) لعام إضافي، إذ نتجت أعمال فنية بصرية ومجتمعية، انخرط المجتمع في تكوينها والبحث فيها واستكشافها وخلقِ حراكٍ حولها، عبر معارض فنية تُنفّذ في مواقع عمل المشروع الستة: قطنة، خان يونس، عنبتا، أريحا، قلقيلية، نعلين. وأخذت المشاريع المجتمعية المنُتَجة طابعاً فنياً وبحثياً، يتمحور حول الفنّ كسياق لفهم المجتمع وتحولاته، وكمفهومٍ في المجتمع عبر انخراط المواطنين في أعمال فنيّة وإنتاجية.
كما كان عاماً غزيراً بالتجارب المغايرة التي اختبرَ الفريق عبرها احتمالاتٍ جديدة. على عكس الأعوام السابقة، لم تكن المساقات الشتويّة استكمالاً للمدرسة الصيفيّة للدراما، بل تكوّنت من ثلاثة مساقاتٍ تنفردُ كلّ منها بجانبٍ من جوانب التعليم وبناء الخبرات: التعليم المبنيّ على الثقافة ومنتجاتها، الدراما كسياقٍ للتعلّم عبر المنهاج، التعلّم التكامليّ عبر المعروضات العلميّة التفاعليّة.
عُقدت "المدرسة الصيفيّة: الدراما في سياق تعلّميّ"، للعام الثاني عشر على التوالي في مدينة جرش الأردنيّة في آب 2018، بمشاركة عشرات المعلّمين من فلسطين والعالم العربيّ. وبعد مرور أكثر من عقدٍ على دورتها الأولى، يرى الفريق في كلّ هؤلاء المعلّمين المميّزين الذين انخرطوا فيها، وكلّ الأساتذة الذين عملوا على إثرائها وصنعوا هويّتها، وكلّ تلك الأحياز التي أتاحتها للابتكار والصداقات وتكوين الخبرة، فرصة لاستثمار كلّ ذلك لتطوير مسار الدراما في التعليم، ليكون له امتدادٌ مختلف، أوسع، في العالم العربيّ.
وفي السياق ذاته؛ عُقد منتدى معلّمي الدراما بعد انقطاع سنواتٍ هذا العام، بعد أن دُعي كلّ المعلّمين والمعلّمات الذين شاركوا في المدرسة الصيفية والمساقات الشتوية وبرنامج التكون المهنيّ للطفولة المبكرة في الأعوام السابقة، سعياً ليكون المنتدى بدايةً للقاءاتٍ دوريّة مستقبليّة ستضمّ معلّمين من مختلف المحافظات الفلسطينية، وتُشكّل بنيةً للتواصل ما بين المعلّمين ومع مؤسسة عبد المحسن القطّان.
كما بادر معلمو منتديات المعلمين في مختلف المناطق، على مدار العام، بتنفيذ عشرات الفعاليات والأنشطة المتنوعة، انخرط فيها طلبة ومعلمون آخرون وأفراد من المجتمع المحلي، كذلك نُفّذت معظم الأنشطة بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المحلي والمدارس.
بدأ برنامج التكون المهني لمربيات الطفولة المبكرة رحلة التكوّن المهني لـ45 مربية في دورته الجديدة، كما تفاعلت 70 مربية من فلسطين مع ثلاثة معلمين بريطانيين ضمن برنامج التبادل مع ثلاث روضات لدراسة التجربة والتأمل فيها.
كما أعدّ فريق البرنامج خطّة لتفعيل جناح الأطفال في مكتبة "ليلى القطّان"، بالنظر إليها كأداةٍ ثقافيّة قوية، بإمكانها التقرّب من المعضلات والتعقيدات والغموض الذي يلفّ حيواتنا، ففي المكتبة موادّ من نتاج الإنسان، وأرشيف، ووثائق، ولكنها في الوقت نفسه "ليست حيّزاً"؛ بمعنى أننا حين نشغلها، نكون بذلك في حالة حراك وانشغال تجبرنا على التفكير في مكان ما أو شيء ما يتجاوز حدود أنفسنا، وتسمح لنا ببناء معانٍ في أماكن مختلفة.
ضمن تفعيل المركز الثقافيّ الجديد، يستعدّ الفريقُ -مع شركائنا المعلّمين- لشغل مساحتيْن تفاعليّتيْن هما مختبر إحياء الدمى، وغرفة الصفّ التجريبيّ. خلال الأشهر القليلة المقبلة، ستصبح المساحتان جزءاً من رحلةِ تعلّم تكامليّة يمرّ بها طلبة ومعلّمون وعائلات مرتبطة بالتاريخ والفنّ والعلوم الطبيعيّة والمتعة والاستقصاء.
شمل العمل، هذا العام، جميع المجالات التي وردت في الخطّة، وسيبدو ذلك واضحاً من خلال التقرير الموجز الشامل، والتقارير التفصيليّة حول كلٍّ من المسارات؛ ولكنّ عمل البرنامج لم يخلُ من المبادرات؛ سواء في منتديات المعلّمين المناطقيّة، أو تلك المتداخلة مع مسارات البرنامج الأخرى، كابتكارِ برنامجٍ للتكوّن المهنيّ عبر مسرح المنتدى داخل مسار التكوّن عبر السرد في غزّة.
كما شهدَ مسارُ النشر والترجمة إنتاجاتٍ مكثّفة، ونقديّة، تغذي مسارات برنامج البحث والتطوير التربويّ ومشاريعه المختلفة، مزوّداً إيّاها بمصادر متنوّعة حول بيداغوجيا المشروع، والصنع والكركشة، وأدب الأطفال، ونظام الاختبارات التقليديّ.
ولا تقتصرُ مساهمة البرنامج في الحوار العالميّ المتعلّق بمجالات اختصاصه على النشر والترجمة -على أهميتهما- بل تتجاوز ذلك في مشاركاته العربيّة والعالميّة في مؤتمراتٍ وحلقاتٍ بحثيّة وأخرى تدريبيّة ومهرجانات علميّة، يُنشئ من خلالها البرنامج صلاتٍ وروابط مع مؤسساتٍ ومراكز عربيّة وعالميّة عدّة.